للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال له مرة أحد خواصه: يا شيخ علي إنك تدعو بعض الكبراء فلماذا لا تضع طعامًا وسفرة خاصة لهؤلاء الفقراء؟ فقال: إن هذه عادة لا يمكن أن نغيرها، وعلى الذي لا يرغب الأكل معهم عدم إجابة دعوتنا.

وقال له مرة أحد أبنائه عندما زاد عليه السكر: يا والدي ألا نضع لك طعامًا خاصًّا خال من النشويات التي لا تتلاءم مع مرض السكر؟ فقال: يا بني لا يمكن أن أنفرد بطعام خاص عن هؤلاء فتنكسر خواطرهم، ويظنوا أن في طعامي ميزة عن الذي يأكلون! ! !

وكان جوادًا كريمًا يعطي من المال ما لا يتصوره إلَّا من يجالسه، فلا تمضي ساعة من ليل أو نهار هو فيها جالس إلَّا ويأتيه من يسأل فيعطيه على قدر حاله، وكان يعطي لبعض المستحقين عشرات الألوف من الريالات، وقد دخل عليّ مرة رجل معه شيك فقال لي هذه وريقة أعطانيها الشيخ علي المطلق، ولا أدري ما فيها ولم أطلع عليها أحدًا غيرك، فقرأت الشيك فإذا فيه حوالة بمائة ألف ريال على أحد البنوك، ولما أخبرت الرجل كاد أن يغمى عليه من الفرح لأنه لم يصدق ولم يتصور ما في هذه الورقة، وقال إنني ذكرت له أنني قد اشتريت بيتًا فأعطاني هذه الورقة ولم أكن أعلم ما فيها حتى أخبرتني.

وكل من دخل عليه تصور أنه أعز الناس عنده فهو يرحب بكل زائر ويسأله عن حاله ومع ذلك فقد كان رحمه الله صبورا محتسبا يحسن إلى بعض الناس فيسيئون إليه فيتحمل ويتناسى أذاهم.

فإذا دخل عليه إنسان قد آذاه بشيء رحب به كأنه لم يكن منه عليه شيء، وقد بنى عدة مساجد قيل إنها تزيد على ثلاثين مسجدا، وشارك في بناء عشرات المساجد، وقد وسع الله عليه في الرزق، إذ قد باع واشترى في العقار، ففاز وارتفعت أقيامة، ومن هذا كان ينفق هذه النفقة الكثيرة، وربما باع على