للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بعض الناس العقار وأمهلهم السنة والسنتين والثلاث، وربما بلغت عشر سنوات، ولا يلح بالمطالبة إلَّا بالمعروف والحسنى وعند الحاجة، وربما بلغت به الحاجة مبلغًا وليس عنده نقود فاستدان وأقرض بعض ذوي الحاجة، وعلى وجه العموم فخصاله نادرة ولا يمكن حصرها.

وله عشرات المزارع فيها النخيل والثمار يأكل منها الناس وربما أكلوا وحملوا فلا يمنع أحدًا من ذلك.

وكان أحد الناس مرة في مزرعة الشيخ علي فأكل وحمل معه فقال له إنسان حاضر لماذا تأكل وتحمل بدون إذن صاحب المزرعة؟ فقال: إنها سبيل وكان يظن ذلك، لترك الشيخ الناس يدخلون فيها ويأكلون من ثمارها.

حدثني محمد بن عبد الله بن عامر من أهل حوطة بني تميم قال: اشتريت مزرعة نخل بقيمة مؤجلة فحل الأجل، وليس عندي ما أسدد لأهلها فشكوني، وضاقت علي الدنيا فلم أجد من استنجد به في حل مشكلتي، فأشار عليّ إنسان بأن أذهب للشيخ علي المطلق، فقلت: إني لا أعرفه ولا هو يعرفني فكيف أذهب إليه في مثل هذه المشكلة؟

فألح عليَّ الرجل وحسن لي الذهاب إليه وقال لي مؤكدا: ستجد عنده الحل، فأخذت معي رطبًا في سطل قيمته عشرين ريالًا فسألت عن بيت الشيخ علي فدللت عليه، فوجدت الباب مفتوحا وإذا هو جالس بين الحاضرين، فقام وسلم عليَّ وكأنه يعرفني، فناولته السطل فهش وبش ورحب.

وجلست معه وهو يتحدث ويستمع لأحاديث الآخرين، ولم يكن يظن أنني سأخرج فاستحييت وخرجت ولم أعد إليه إلَّا بعد شهر، فلما عدت قابلني مقابلة أحسن من الأولى، وقال يا أخي كيف ذهبت دون علمي؟ ثم دعا أحد الخدم عنده فأحضر السطل (الإناء) وناولني ألف ريال فأخذتها وشكرته ولكنه لاحظ