أنني غير مرتاح، فأخذ بيدي وهو لا يعرف اسمي، ولا من أنا غير أنه عرف من لهجتي أنني من أهل الحوطة، فلما بعد عن الناس قال: يا أخي أخبرني عن أمرك ما الذي قد شغل بالك؟
فسكت حياء فأقسم بالله لأخبرنه، فأخبرته خبر المزرعة وحلول أجل قيمتها، فقال: كم المبلغ؟ فقلت: كذا، فقال هل هناك مشكلة أخرى غير هذه تشغل بالك قلت: لا، قال، رحمه الله تعالى هذا موضوع بسيط واعتبره منتهيًا.
فلم أكد أصدق ثم قال: حولهم علينا أو خذ المبلغ أنت منا وادفعه لهم، وذلك هبة منه، وليس بقرض، ففاضت عيناي بالبكاء وقلت فيه هذه الأبيات:
با الله يا اللي للمهمات حلال ... يا فارج الشطات عن كل ميله
يا سامك سبع السموات الاثقال ... يا محصي الأيام يوم وليله
أنت الذي يا الله علام الآجال ... يا الله ما يخفاك منا وسيله
إفرج لمن قلبه بدا فيه ولوال ... كثرت هواجيسه ويا عزتي له
أسباب ما هيض غرامي بالأمثال ... نخلي شريته والهقاوي قليله
ما طعت نصاح ولا قول عذال ... ما كتب للمخلوق لازم يجي له
الكد نكد وفيه هم وغربال ... وراع الفلاحه تاعب من طويله
أشكي على الله قبل راحل ونزال ... هو الذي ما غيره حدٍ نسيله
أشكي على اللي لا رتكا للحمل شال ... نقال شيال الحمول الثقيله
راعي الصفا والطيب مضاي الأفعال ... راع المراجل والعلوم الجميلة
علي بن مطلق طيب الجد والخال ... جعله مجار من العنا والفشيله
زبن الركايب وإن حداها أشهب اللال ... يشكون أهلها والركايب هزيله
يبدي لهم بتحية سامح البال ... ما قال قولوا راح يبغي عميله
يفرح بهم لي جوا من البعد هِشال ... افرح من الزابن إبل جا دخيله
له مجلس كنه على العد نزال ... في القيظ لامه تقاطر نزيله