حج جماعة من القصيم على الإبل، قبل أن يستتب الأمن، زعيمهم صالح المطوع، هو من رجال عُقيل، فلما وصلوا أدني جبال الحجاز أقاموا وباتوا مكانهم وتركوا الدَّلال في موضعها حول موضع النار كالعادة وناموا، وكان معهم الشاعر (زين العين) وكان يقوم من آخر الليل يصلي ويعمل القهوة ويسخن الماء للوضوء ويؤذن ويوقظهم للصلاة، فلما قام على عادته وإذا الدلال ليست في موضعها قد أخذها حرامي.
فتكلم سلطان للمعزب (صالح، صالح) قال: نعم قال الدلال مأخوذة ليست مكانها.
فتكلم الحرامي خلف صخرة حولهم قال (هذاها معي يا حضري) يستهتر بهم إذ كانت الحضارة عيبا عند البادية ذاك الوقت.
فقام المطوع وقال (أنت يا ولد هاتهن ونعطيك قيمتهن، حنا نبغي نشتري دلال والآن نشتريهن منك) فقال الحرامي: سمع الله؟ فقال المطوع: عليك الله وأمان الله أن نعطيك قيمتهن.
فأتى بهن الحرامي ووضعهن عندهم وجلس، فقام المطوع وأعطاه خمس جنيهات وقال أنا اشتريتها بخمس جنيها وهاكها، فأخذها.
ثم قال له المطوع: نريدك تمشي معنا خوي حتى نصل الشرايع ونعطيك خمس جنيات؟ ، فقال الحرامي نعم أنا خويكم إلى هناك، فكان يمشي معهم ولا ينام بالليل بل يبقى واقفا أو جالسًا يحرسهم من ربعه الحرامية، ثم يقول (هَيْ هَيْ دونك دونك ما غير محسن واخوياه) فيعرفه الحرامية فيقول أحدهم: أهيب - أهيب، ويقول الآخر في الجهة الثانية: إقمح - إقمح، ثم يذهبون عنهم.
فلما وصلوا الشرايع قبل مكة أعطه حقه فرجع (١).
وصالح المطوع له من الأبناء الشيخ محمد بن صالح وسليمان وإبراهيم وحمد.