تبكي القلوب على قطب فقدناه ... نرجو من الله في الفردوس سكناه
شيخ غيور لدين الله ذو ورع ... نور العبادة يبدو في محياه
نهاره ينقضي في العلم يبذله ... وآخر الليل يبكي في مصلاه
رثاه من قبلنا محراب مسجده ... وروضة العلم للطلاب تنعاه
فموته ثلمة في ديننا عظمت ... لانه من طراز قل نلقاه
ومن تلاميذ من زانت محافلهم ... شعارهم في جميع الأمر تقواه
آل السليم لهم في العلم منزلة ... وفي تلاميذهم خيرًا وجدناه
قد غرسوا غرس توحيد بأفئدة ... هذا هو الغرس لا مال ولا جاه
ساروا على نهج من أحيا الآله به ... معالمًا للهدى والناس قد تاهوا
تسربلت نجد ثوب العز مكتملًا ... بدعوة الشيخ إذ يدعو لمولاه
يا أيها الناس إن الله خالقكم ... لا تعبدون بهذا الدين إلاه
فانقذ الله أقطارًا بدعوته ... وسار ركب الهدى يدعو لعلياه
جزاهم الله عن إحسانهم نزلًا ... أكرم منازلهم في الخلد رباه
* * * *
فيومه أحزن الأحباب كلهم ... أما المنافق هذا ما تمناه
فمن علة إبراهيم يخلفه ... ومن لنشر الهدى يسعي كمسعاه
ففي مصيبة خير الخلق موعظة ... لنا العزاء وحكم الله نرضاه
من شاب في ديننا الإسلام مفرقة ... يرجى له الخير في دنيا وأخراه
لو كان يفدى بأموال نقدمها ... أو كان يفدى بأرواح فديناه
لكنه الموت يا ابن الموت كن حذقًا ... فالكل منا بلا شك سيلقاه
لا تهملن فإن العمر مرتهن ... كم من عزيز رسول الموت أفناه
واعمل ليوم به الرحمن يجمعنا ... وما عملنا بلا ظلم سنجزاه
أصابنا الهم وانفتت عزائمنا ... والدمع قد زاد في الخدين مجراه
ثبته الله في لحد يحل به ... والقبر قد ضمه والترب واراه
فطيب الله مثواه بجنته ... بدار خلد بها حور تلقَّاه