للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأموي (عبد الملك بن مروان) فهو أول من ضرب العملة الإسلامية الدولية ومن حينها صار للمسلمين عملة إسلامية يتعامل بها، أما ما يوجد في بعض المتاحف من وجود عملة مكتوب عليها (خالد بن الوليد) أو غيره فإنما هي عملات محلية مثل العملات التي توجد الآن للتعامل بها بين أبناء القطر الواحد، كالأفلاس في اليمن أو الهلل في السعودية، أو نحوها من العملات التي لا يتجاوز التعامل بها بين أبناء القطر الواحد، قال بعض العلماء: إن العلة في الذهب والفضة هو العدد، فإذا كانت العلة العدد فلا يجوز التفاضل فيما يباع بالعد كالجوز في صنعاء فإنه يباع بالعدد.

[وجوب التخلص من الأرباح الربوية بصرفها في وجه خير]

س: ورثت بعد أبي مائة وسبعين ألف ريالاً ثم أودعتها في بنك خوفاً من تبديدها وعندما أخذتها أعطوني ثلاثمائة وستين ألف ريال أرباحا، فما حكم هذه الزيادة؟ علماً أن لي ولد فقير ليس له معاش ولا بيت وله تسعة أولاد وهو فقير وأنا مديونة، فهل يجوز لي أخذها وإعطاؤها في ابني وقضاء ديوني أم لا؟

جـ: الزيادة حرام، وتخلصي منها تخلصاً وليس بصدقة لحديث (لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ) (١)، وقولي له أنه من باب التخلص فقط ليقبله إن شاء أو لا يقبله.

س: كيف أتخلص من الفوائد الربوية شرعاً؟

جـ: اعمل بها محسنة، أي صدقة جارية.

[اشتراط رد القرض بزيادة نسبة معلومة]

س: ما هي المخالفات الشرعية في البنوك الربوية؟

جـ: خلاصتها كل قرض جر منفعة فهو ربا، ومن يريد التفاصيل فليأخذ المؤلفات الخاصة بالبنوك الشرعية والمؤلفات الخاصة بالبنوك الربوية ويطلع عليها ليعرف ما قاله العلماء بالتفصيل.

[شبهة العمل في البنوك الربوية]

س: هل العمل في البنوك الربوية حرام علماً أن حالنا ضعيف ولا يوجد لنا عمل غيره ونحن متحملون أسرة والتزامات؟

جـ: لا أستطيع الجواب بالمنع أو بالجواز بالعمل في البنك، ولكن كل واحد يستخير الله ويعمل بما يلهمه الله، وكل واحد يفتي نفسه، وفي الحديث (فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ) (٢).


(١) صحيح مسلم: كتاب الطهارة: باب وجوب الطهارة للصلاة. حديث رقم (٢٢٤) بلفظ (عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَلَى ابْنِ عَامِرٍ يَعُودُهُ وَهُوَ مَرِيضٌ فَقَالَ: أَلَا تَدْعُو اللَّهَ لِي يَا ابْنَ عُمَرَ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا تُقْبَلُ صَلَاةٌ بِغَيْرِ طُهُورٍ، وَلَا صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ، وَكُنْتَ عَلَى الْبَصْرَةِ).
معاني الألفاظ: الغلول: ما يؤخذ من الغنيمة خفية قبل قسمتها أو من المال العام على جهة التكتم والتحيل.
أخرجه الترمذي، وابن ماجة في الطهارة وسننها، وأحمد في مسند المكثرين من الصحابة.
(٢) - صحيح البخاري: كتاب الأيمان: باب فضل من استبرأ لدينه. حديث رقم (٥٢) بلفظ (عَنْ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْحَلَالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ، فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ، أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ).
أخرجه مسلم في المساقاة، والترمذي في البيوع، والنسائي في البيوع، وأبو داود في البيوع، وابن ماجة في الفتن، وأحمد في أول مسند الكوفيين، والدارمي في البيوع.
أطراف الحديث: البيوع.
معاني الألفاظ: استبرأ: صان وحفظ. الشبهات: ما تردد بين الحل والحرمة. الحمى: أرض مخصوصة يمنع الغير من دخولها. … يواقعه: يدخله، ما حرمه ونهى عن إتيانه. … مضغة: قطعة لحم بقدر ما يمضغ.

<<  <  ج: ص:  >  >>