للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب السادس: الغسل]

[وجوب غسل الجنابة]

س: ما هو حكم التساهل في غسل الجنابة؟

جـ: غسل الجنابة واجب قطعي على الرجل والمرأة عند حلول وقت الصلاة المفروضة، أما إذا لم يأت وقت الصلاة المفروضة فهو مسنون فقط فمن ترك الغسل ولم يكن قد حان وقت الصلاة المفروضة فقد ترك امرا مشروعا على جهة السنة، ومن ترك الغسل حتى يفوت عليه وقت الصلاة المفروضة فقد ترك امرا واجبا وجوبا قطعيا وتساهل عن أداء فرض ثبتت فرضيته بأدلة الكتاب العزيز في قوله تعالى {وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا} (١) والسنة النبوية المطهرة في حديث (كانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ

غَسَلَ يَدَيْهِ وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ ثُمَّ يُخَلِّلُ بِيَدِهِ شَعَرَهُ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ أَرْوَى بَشَرَتَهُ أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ وَقَالَتْ: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ نَغْرِفُ مِنْهُ جَمِيعًا) (٢) وحديث (إذا جلس بين شعبها الأربع، ثم جهدها، فقد وجب الغسل) (٣)، وبإجماع المسلمين بأسرهم في مشارق الأرض ومغاربها من عصر النبوة الى يومنا هذا.

[اشتراط نية الغسل لرفع الحدث الأكبر]

س: هل تكون نية الغسل لرفع الحدث الأكبر سراً أوجهراً؟

جـ: نَّية الغسل ونَّية الوضوء ونَّية التيمم ونَّية الصيام ونَّية الصلاة محلها القلب ولا يشترط التلفظ بالنية لا سراً ولا جهراً.

[وجوب الغسل من الاحتلام مرة ثانية إذا لم ينو رفع الجنابة في غسله الأول]

س: رجل احتلم فلم ير أثر بلل فاغتسل بنيَّة النظافة وليس بنيَّة رفع الجنابة ثم بعد أن صلى وجد أثر بلل لاحتلامه، فهل يكفيه الغسل الأول أم يغتسل لرفع الجنابة ويعيد الصلاة؟

جـ: يغتسل لأنه لم ينو بغسله رفع الجنابة ويعيد الصلاة لأن النية شرط لصحة الأعمال كمافي حديث (إِنَّمَا


(١) - المائدة: (٦).
(٢) - صحيح البخاري: كتاب الغسل: باب من توضأ في الجنابة ثم غسل سائر جسده ولم يعد غسل مواضع الوضوء مرة أخرى. حديث رقم (٢٧٢) بلفظ (عَنْ عَائِشَةَ قالت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنْ الْجَنَابَةِ غَسَلَ يَدَيْهِ وَتَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اغْتَسَلَ، ثُمَّ يُخَلِّلُ بِيَدِهِ شَعَرَهُ حَتَّى إِذَا ظَنَّ أَنَّهُ قَدْ أَرْوَى بَشَرَتَهُ أَفَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ، وَقالت: كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ نَغْرِفُ مِنْهُ جَمِيعًا).
أخرجه مسلم في الحيض، والترمذي في الطهارة، والنسائي في الغسل والتيمم، وأبوداود في الطهارة، وابن ماجة في الطهارة وسننها، وأحمد في باقي مسند الأنصار، ومالك في الطهارة. والدرامي في الطهارة.
(٣) - صحيح البخاري: كتاب الغسل: باب إذا التقى الختانان. حديث رقم (٢٨٢) بلفظ (عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: إذا جلس بين شعبها الأربع، ثم جهدها، فقد وجب الغسل).
أخرجه مسلم في الحيض، والنسائي في الطهارة، وأبوداود في الطهارة، وابن ماجة في الطهارة وسننها، وأحمد في باقي مسند المكثرين، والدارمي في الطهارة.
معاني الألفاظ: جهدها: كناية عن الجماع.

<<  <  ج: ص:  >  >>