للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عذاب الله.

[ترك الصلاة كبيرة من كبائر الإثم]

س: تارك الصلاة هل يخلد في النار؟

جـ: عند الحنبلية تارك الصلاة تكاسلاً كافرلحديث (الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَر) (١) وحديث (إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ) (٢) والكافر مخلد في نارجهنم، وعند الجمهور تارك الصلاة تكاسلاً عاصٍ فاسق مرتكب كبيرة وليس بكافر فحكمه مثل الزاني واللوطي والخمار والقاتل لا حكم اليهودي والنصراني والمجوسي، أما تارك الصلاة إنكاراً لمشروعيتها ولوجوبها فهو مرتد كافر عند جميع العلماء لأنه أنكر ركن من أركان الإسلام وعماداً من أعمدة الإسلام القطعية ومن أنكر أحد الأركان المبني عليه الإسلام القطعية المعلومة من الدين ضرورة فهو كافر بالإجماع.

[ترك صلاة الفجر بسبب البرد كبيرة من كبائر الإثم]

س: ما حكم ترك صلاة الفجر من شدة البرد بالكلية أو صلاتها في البيت؟

جـ: لا عذر له من الوضوء أو الغسل وإذا كان يخشى التلف أو الضرر فيعدل الى التيمم ولا يترك الصلاة لأن تركها حرام تحريما قطعيا وأدلته قطعية من الكتاب قوله تعالى {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ … (٤٢) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ} (٣) وقوله تعالى {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ (٤) الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} (٤) والسنة كحديث (الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَر) وحديث (إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ) والإجماع وهو فاسق مرتكب لمعصية كبرى.

وجوب تقديم الصلاة على كل عمل عسكري أو مدني في أيِّ زمان ومكان

س: رجل يعمل في مجال البناء والمهندس المشرف لا يصلي فلا يستطيع الذهاب للصلاة لأن المشرف لا يبالي بالصلاة فهو يخشى على عمله أن ينقطع بسبب الصلاة وبالأخص الظهر والعصر، فما هو الحكم؟

جـ: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق لحديث (لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ) (٥) فلا تطع المعلم وتترك الصلاة الواجبة وجوبا قطعيا فتدخل نار جهنم بسبب قطع الصلاة.


(١) - سنن الترمذي: كتاب الإيمان: باب ما جاء في ترك الصلاة. حديث رقم (٢٦٢١) بلفظ (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ) صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي بنفس الرقم.
أخرجه النسائي في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في باقي مسند الأنصار.
(٢) - صحيح مسلم: كتاب الإيمان: باب ماجاء في ترك الصلاة. حديث رقم (٢٤٢) بلفظ (عَنْ أَبِي سُفْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ)
أخرجه الترمذي في الإيمان، والنسائي في السنة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في باقي مسند المكثرين، والدارمي في الصلاة.
(٣) - المدثر: (٤٤، ٤٣)
(٤) - الماعون: آية (٥، ٤).
(٥) صحيح البخاري: كتاب أخبار الآحاد: باب في إجازة خبر الواحد. حديث رقم (٦٧١٦) بلفظ (عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا، فَأَوْقَدَ نَارًا، وَقَالَ: ادْخُلُوهَا، فَأَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا وَقَالَ آخَرُونَ إِنَّمَا فَرَرْنَا مِنْهَا، فَذَكَرُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا لَوْ دَخَلُوهَا لَمْ يَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَقَالَ لِلْآخَرِينَ: لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةٍ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ).
أخرجه مسلم في الإمارة، والنسائي في البيعة، وأبو داود في الجهاد، وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة.
أطراف الحديث: الأحكام، المغازي.

<<  <  ج: ص:  >  >>