للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَنَا أُصَلِّي أُومِئُ إِيمَاءً نَحْوَهُ) (١) وحديث (صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ، فَقَامَتْ طَائِفَةٌ مَعَهُ وَطَائِفَةٌ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ ذَهَبُوا، وَجَاءَ الْآخَرُونَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ قَضَتْ الطَّائِفَتَانِ رَكْعَةً رَكْعَةً، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَإِذَا كَانَ خَوْفٌ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَلِّ رَاكِبًا أَوْ قَائِمًا تُومِئُ إِيمَاءً) (٢).

[صلاة شدة الخوف بالإيماء للركوع و للسجود]

س: كيف تكون الصلاة بالإيماء في شدة الخوف؟

جـ: يومئ المصلي للركوع وللسجود ويكون إيماء الركوع أخف وإيماء السجود أخفض مثل الصحابي الذي أرسله النبي -صلى الله عليه وسلم- ليقتل المشرك (خالد بن سفيان الهذلي) في عرفات، كما في حديث (فَرَأَيْتُهُ وَحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْر، ِ فَقُلْتُ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَا إِنْ أُؤَخِّرْ الصَّلَاةَ فَانْطَلَقْتُ أَمْشِي وَأَنَا أُصَلِّي أُومِئُ إِيمَاءً نَحْوَهُ) (٣).

[جواز الخروج من الصلاة إذا هجم العدو أثناء الصلاة]

س: إذا هجم العدو أثناء الصلاة يجوز أن يبطل المصلون الصلاة؟

جـ: للضرورة يجوز مثل أن تشاهد طفلاً يغرق وأنت تصلي فيجب عليك ترك الصلاة لإنقاذه لأنك مخاطب بما هو أهم، وإذا شب حريق بجنب المصلي وهناك رجال وأطفال ونساء فيجب الخروج من الصلاة لإطفاءالحريق وإنقاذ المحروقين، يجب المبادرة لعمل بعض الأعمال الفورية التي لا تحتمل التأجيل سواء كان الإنسان في حالة صلاة أو إحرام أو غيرها ولا يكون جامداً لأنه حصل في مرة من المرات أن امرأة تردت من (جبل الرحمة) في عرفات وأحد الحجاج تلقفها بيده فوراً وجنبها التردي، فقال له بعض الجامدين قد بطل حجه للمسه المرأة الأجنبية وأجبنا عليه بأنه لم يعمل ما يبطل حجه بل هو مثاب مأجور لمبادرته بمساعدة المرأة الحاجة المسكينة حتى وإن كان محرماً، والحرام على المتفرجين على المرأة التي كانت ستتكسر أيديها وأرجلها وهم يتفرجون عليها ولا ينقذونها، أما الرجل الذي أنقذها فقد عمل ما هو الواجب عليه في ذلك الوقت الذي تردت فيه المرأة، وفي الحديث (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه) (٤).


(١) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب صلاة الطالب. حديث رقم (١٢٤٩) بلفظ (عَنْ ابْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُنَيْس عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَعَثَنِي رَسولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى خَالِدِ بْنِ سفْيَانَ الْهُذَلِيِّ وَكَانَ نَحْوَ عُرَنَةَ وَعَرَفَاتٍ فَقَالَ: اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ، قَالَ: فَرَأَيْتُهُ وَحَضَرَتْ صَلَاةُ الْعَصْر، فَقُلْتُ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَكُونَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ مَا إِنْ أُؤَخِّرْ الصَّلَاةَ فَانْطَلَقْتُ أَمْشِي وَأَنَا أُصَلِّي أُومِئُ إِيمَاءً نَحْوَهُ، فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ قَالَ: لِي مَنْ أَنْتَ؟ قُلْتُ: رَجلٌ مِنْ الْعَرَبِ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَجمَعُ لِهَذَا الرَّجلِ فَجئْتُكَ فِي ذَاكَ قَالَ: إِنِّي لَفِي ذَاكَ، فَمَشَيْتُ مَعَهُ ساعَةً حَتَّى إِذَا أَمْكَنَنِي عَلَوْتُهُ بِسيْفِي حَتَّى بَرَدَ) ضعفه الألباني في ضفيف سنن أبي داود بنفس الرقم.
أخرجه أحمد في مسند المكيين.
معاني الألفاظ: أومئ: أشير علوته: أهويت عليه. … برد: أي مات.
(٢) - صحيح مسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها: باب صلاة الخوف. حديث رقم (١٣٨٧) بلفظ (عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْخَوْفِ فِي بَعْضِ أَيَّامِهِ، فَقَامَتْ طَائِفَةٌ مَعَهُ وَطَائِفَةٌ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ، فَصَلَّى بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً ثُمَّ ذَهَبُوا، وَجَاءَ الْآخَرُونَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً، ثُمَّ قَضَتْ الطَّائِفَتَانِ رَكْعَةً رَكْعَةً، قَالَ: وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَإِذَا كَانَ خَوْفٌ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَصَلِّ رَاكِبًا أَوْ قَائِمًا تُومِئُ إِيمَاءً)
أخرجه البخاري في المغازي، والنسائي في صلاة الخوف، وابن ماجه في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
معاني الألفاظ: وازاه: قابله وواجهه.
(٣) - سنن أبي داود: سبق ذكره في هذا الباب من حديث عبد الله بن أنيس رضي الله عنه برقم (١٢٤٩).
(٤) - صحيح مسلم: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن وعلى الذكر. حديث رقم (٤٨٦٧) بلفظ (عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه)
أخرجه الترمذي في الحدود، وأبو داود في الصلاة، وابن ماجة في المقدمة، وأحمد في باقي مسند المكثرين، والدارمي في المقدمة.
أطراف الحديث: الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار.
معاني الألفاظ: الكربة: الضيق والشدة والغم الذي يأخذ بالنفس. الا لتماس: البحث والطلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>