للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقط وسجدة التلاوة سجدة واحدة، وإذا أراد الإنسان أن يسجد للشكر ولم يكن متوضئاً فيشرع له ندباً أن يتوضأ وإن لم يجد ماءً فيتيمم، وإن لم يتيمم فله أن يسجد للشكر أو التلاوة ولو بدون وضوء لأن الوضوء ليس شرطاً ولا واجباً لسجدة الشكر أو التلاوة، وإنما الأفضل أن يسجد وهو متوضئ، والنبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ) (١) ولم يقل لا سجود إلا بوضوء، وسجدة الشكر أو التلاوة لا تسمى صلاة حتى يشترط لها ما يشترط للصلاة من الوضوء وغيره، وبناء عليه فيجوز سجود الشكر أو التلاوة لمن لم يكن متوضئاً ومن اعترض على الساجد فليطالبه بالدليل على اشتراط أو وجوب الوضوء لسجود الشكر أو التلاوة.

[دعاء سجود التلاوة]

س: هل وردت أذكار خاصة في سجود التلاوة؟

جـ: ورد حديث بأن يقول (سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ، وَبَصَرَهُ، بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ) (٢) وحديث (اللَّهُمَّ احْطُطْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاكْتُبْ لِي بِهَا أَجْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا) (٣).

كيفية سجود التلاوة لمن كان راكباً على سيارة

س: إذا كان الإنسان في سيارة وقرأ فيها آية سجود، فكيف يسجد للتلاوة؟

جـ: إن كان سائقاً أوقف السيارة ليسجد على الأرض وإن لم يتمكن من إيقاف السيارة أو لم يطاوعه السائق على وقوف السيارة فيومئ إيماءً.

[جواز نزول خطيب الجمعة لأداء سجدة التلاوة]

س: ما حكم نزول الخطيب من على منبره قاصداً السجود لأنه قرأ آية فيها سجدة تلاوة؟

جـ: لا مانع للخطيب أن ينزل من على المنبر ليسجد سجدة التلاوة عند قراءة أيِّ آية فيها سجدة لحديث (قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ ص فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ) (٤) والأدلة الدالة على مشروعية السجود لم تفرق بين الخطيب وغيره.


(١) سنن أبي داود: كتاب الطهارة: باب في التسمية على الوضوء. حديث رقم (٩٢) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَا وُضُوءَ لَهُ، وَلَا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْهِ). صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (١٠١).
أخرجه ابن ماجة في الطهارة وسننها.
(٢) سبق ذكره في هذا الباب من حديث عائشة رضي الله عنها في سنن الترمذي برقم (٥٨٠).
(٣) سنن ابن ماجة: كتاب الصلاة: باب سجود القرآن. حديث رقم (٨٧٢) بلفظ (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْبَارِحَةَ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ، كَأَنِّي أُصَلِّي إِلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ، فَقَرَأْتُ السَّجْدَةَ فَسَجَدْتُ فَسَجَدَتْ الشَّجَرَةُ لِسُجُودِي، فَسَمِعْتُهَا، تَقُولُ: اللَّهُمَّ احْطُطْ عَنِّي بِهَا وِزْرًا، وَاكْتُبْ لِي بِهَا أَجْرًا، وَاجْعَلْهَا لِي عِنْدَكَ ذُخْرًا، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ، فَسَمِعْتُهُ، يَقُولُ: فِي سُجُودِهِ مِثْلَ الَّذِي أَخْبَرَهُ الرَّجُلُ عَنْ قَوْلِ الشَّجَرَةِ) حسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة في صحيح سنن ابن ماجة بنفس الرقم.
أخرجه الترمذي في الجمعة.
معاني الألفاظ: ذخرا: هو ما يدخر لوقت الحاجة.
(٤) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب السجود في (ص). حديث رقم (١٤١٠) بلفظ (عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ ص فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ آخَرُ قَرَأَهَا فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ تَشَزَّنَ النَّاسُ لِلسُّجُودِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا هِيَ تَوْبَةُ نَبِيٍّ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُكُمْ تَشَزَّنْتُمْ لِلسُّجُودِ، فَنَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدُوا). صححه الألباني في صحيح سنن أبو داود برقم (١٤١٠).
أخرجه الدارمي في الصلاة.
معاني الألفاظ: تشزن: تهيأ واستعد.

<<  <  ج: ص:  >  >>