النفس من أكل الشجرة وزينت ذلك لآدم مطاوعة لعدوه إبليس عد ذلك خيانة، وأما من بعدها من النساء فخيانة كل واحدة منهن بحسبها وأضاف (المناوي) إلى كلامه هذا قوله وفيه إشارة إلى تسلية الرجال فيما يقع لهم من نسائهم لما وقع من أمهن الكبرى وأن ذلك من طبعهن والعرق دساس فلا يفرط في لوم من فرط منهن بشيء من غير قصد أو نادراً، وأخيراً قال (المناوي) وينبغي لهن أن لا يتمسكن بهذا في الاسترسال على هذا النوع بل يضبطن أنفسهن ويجاهدن أنفسهن،
هكذا قال (المناوي) في معنى هذا الحديث المسئول عنه شارحاً له في المجلد الخامس من كتابه (فيض القدير شرح الجامع الصغير) والله أعلم بمراد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أدرى هل المقصود بهذا الحديث ما قاله (المناوي) في كلامه الذي ذكرته آنفاً أم القصد به شيء آخر كما أني لا أدري هل صحيح ما قاله (المناوي) من أن خنز اللحم أي تغير رائحته كان عقاباً من الله لبني اسرائيل لكونهم ادخروا السلوى حتى أنتن وأن اللحم في الزمن القديم قبل أن يدخر بنو اسرائيل السلوى كان لا ينتن أم أن ذلك غير صحيح، حيث أن (المناوي) لم يبرهن على صحة ما ادعاه ببرهان صريح صحيح.
[س: من روى وأخرج حديث (ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكنه ما وقر في القلب وصدقه العمل) وهل هو صحيح أو ضعيف؟]
جـ: اعلم أن حديث (ليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل) أخرجه (ابن النجار) و (الديلمي) في مسند الفردوس وأشار (السيوطي) في الجامع الصغير إلى ضعفه كما في النسخ المطبوعة في دار الكتب العلمية في بيروت وكما في النسخ المطبوعة بأعلى صفحات (فيض القدير) وهو حديث غير صحيح عند الحفاظ ولا حسن أيضا وإنما هو من الأحاديث الضعيفة أو المنكرة إن لم يكن من الموضوعة وقد نقل (المناوي) المتوفى (٩١١) في (فيض القدير) عن (العلائي) أنه قال في هذا الحديث إنه (حديث منكر) تفرد به (عبدالسلام بن صالح العابد) قال (النسائي) متروك وقال (ابن عدي) مجمع على ضعفه قال (العلائي) وقد روي معناه عن الحسن من قوله وهوالصحيح وأقر (المناوي)(العلائي) فيما نقله عنه من تضعيف هذا الحديث، ولقد راجعت ما قاله علماء الجرح والتعديل في ترجمة (عبدالسلام الراوي) لهذا الحديث فوجدت الحافظ (ابن أبي حاتم وهو عبدالرحمن بن أبي حاتم) في كتابه القيم الذي سماه (الجرح والتعديل) فوجدته يقول في ترجمته سألت (أبي) عنه فقال: لم يكن عندي بصدوق وهو ضعيف ولم يحدثني عنه، وأما (أبو زرعة) فأمر بأن نضرب على حديث (أبي الصَّلت وعبد السلام المذكور) وقال لا أحدث عنه ولا أرضاه، كما راجعت (الكشف الحثيث عمن رمى بوضع الحديث) تأليف (برهان الدين الحلبي) المتوفى سنة (١٤٤١ هـ) فوجدته يقول في ترجمته (الرجل صالح إلا أنه شيعي رافضي خبيث متهم بوضع حديث الإيمان إقرار بالقلب) كما راجعت (تقريب التهذيب) للحافظ ابن حجر المتوفى سنة (٨٥٢ هـ) فوجدته يقول في ترجمته نزل نيسابور له مناكير وكان يتشيع وأفرط (العقيلي) فقال (كذاب)، أما الحافظ (ابن عراق الكناني) المتوفى سنة (٩٦٣) فقد قال في ترجمته من مقدمته لكتاب (تنزيه الشريعة) التي جمع فيها من رمى بالوضع مرتباً لأسمائهم على الحروف (عبدالسلام بن صالح أبو الصلت الهروي) اتهمه بالكذب غير واحد، وهكذا قال (ابن طاهر الفتني الهندي) في قانون الضعفاء والموضوعات (عبدالسلام بن صالح) متهم قلت وثقة (ابن معين) وقال لي ممن يكذب، وقيل معدود في الزهاد، وفي الميزأنه صالح إلا أنه شيعي، وفي موضع آخر قال هو (عبدالسلام بن صالح الهروي أبو الصلت) كذاب وقال (الحاكم) ثقة مأمون وقال (محمد بن طاهر المقدسي) المعروف بـ (ابن القيسراني) المتوفى سنة (٥٠٧ هـ) في حرف الياء من تذكرة الموضوعات عند ذكره لحديث (يد الله على المؤذن حتى يفرغ من أذانه) (فيه أبو