للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا وغيره من الأحاديث التي يذكرها بعض الوعاظ والخطباء وهي غير صحيحة عند علماء الحديث وحفاظ السنة النبوية المطهرة على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام وهم أهل الاختصاص الذين خدموا السنة المحمدية وميزوا الطيب من الخبيث وبينوا الصحيح من الضعيف والصدق من الكذب فجزاهم خيراً ورحمهم ورضي عنهم وألحقنا بهم صالحين آمين.

[س: هل حديث (علماء أمتي كأنبياء بني اسرائيل) صحيح أم ضعيف؟]

جـ: هذا الحديث لا أصل له في كتب السنة كما نص عليه الحفاظ كـ (الدميري) و (ابن حجر العسقلاني) كما حكاه (السخاوي) في المقاصد وغيره وهو الذي صرح به (المناوي) في فيض القدير و (ابن حجر الهيثمي) في فتاواه الحديثية وكل من ألف في الأحاديث المشهورة مثل (الزركشي) في اللئاليء المنثورة و (السخاوي) في لمقاصد الحسنة و (السيوطي) في الدرر المنتثرة و (السمهوري) في الغماز على اللماز و (القسطلاني) في مختصر المقاصد و (الديبع) في تمييز الطيب من الخبيث و (العجلوني) في كشف الخفاء و (البيروتي) في أسنى المقاصد وغيرهم، وهكذا صرح بأنه لا وجود لهذا الحديث في كتب الحديث من ألف في الموضوعات من الحفاظ المتأخرين كـ (ابن طاهر) في تذكرة الموضوعات و (الملا علي القاري) في الأسرار المرفوعة وفي المصنوع و (الكرمي) في الفوائد الموضوعة و (السندروسي) في الكشف الإلهي في شديد الضعف والموضوع والواهي و (الطرابلسي) و (الشوكاني) في الفوائد المرفوعة و (القاوقجي) عن الأحاديث المذكوبة على سيد المرسلين في اللؤلؤ المرصوع و (المالكي الأزهري) في تحذير المسلمين و (محمد الأمير المالكي الكبير) في النخبة البهية وغيرهم ومن المعاصرين (محمد ناصر الدين الألباني) في الأحاديث الضعيفة والمرفوعة وغيرهم من علماء العصر الذين حققوا وعلقوا على بعض المؤلفات السابق ذكرها كـ (مصطفى عبدالقادر عطا) في تعليقه على اللئاليء و (محمد عبدالقادر) في تعليقه على الغماز و (محمد إسحاق السلفي) في تعليقه على الغماز أيضاً و (خليل محمد الدين الميس) في تعليقه على الدرر وفي تعليقه على أسنى المطالب و (محمد الصباغ) في تعليقه على مختصر المقاصد وغيرهم.

والخلاصة: أن (حديث علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) لا أصل له بشهادة (الدميري) و (العسقلاني) و (الهيثمي) و (المناوي) و (الزركشي) و (السخاوي) و (السيوطي) و (الشهودي) و (العسقلاني) و (الحوت البيروتي) و (ابن طاهر) و (القاري) و (الكرمي) و (الشوكاني) و (القاوقجي) و (الطرابلسي) و (المالكي) و (الألباني) و (مصطفى عطا) و (محمد عطا) و (محمد إسحاق) و (خليل محيي الدين الميسي) و (الصباغ) وغيرهم، ويغني عن هذا الحديث الأحاديث الكثيرة الواردة في فضل العلماء كحديث (العلماء ورثة الأنبياء) وهو حديث صحيح أخرجه أهل السنن الأربعة وغيره من الأحاديث الصحيحة الواردة في كتب السنة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام بل الآيات القرآنية الدالة على فضل العلماء كقوله تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (١) وقوله تعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (٢).

[س: هل (عليكم بدين العجائز) من الأحاديث؟]

جـ: ليس من الأحاديث الصحيحة ولا الحسنة ولا الضعيفة بل هو من الأحاديث المفتراة على رسول الله صلى الله


(١) - سورة فاطر: آية (٢٨).
(٢) - المجادلة: آية (١١)

<<  <  ج: ص:  >  >>