للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عدم وجوب تصديق ما يقوله المُسفِّل أو المُسفِّلة

س: يوجد رجل يدعي بأنه يخاطب الأموات الذين قد بلغوا عدة أعوام منذ وفاتهم فيذهب إليه بعض الأشخاص يسألونه عن حالة آبائهم أو أقربائهم من الموتى فيخبرهم هذا الرجل بما عليهم من ديون، وعن حالتهم سعداء أم أشقياء ويأخذ مقابل ذلك الأجرة من المال، فمارأيكم في ذالك؟

جـ: هذا الرجل هو الذي يقال له (المسفل) وإذا كانت التي تخبر بحالات الموتى امرأة تسمى (مسفلة) وقد اختلف العلماء في صحة ما يقول (المسفل) أو ما تقوله (المسفلة) على قولين فقيل: إن إخبارهم صحيحة، وقيل لا أصل لما يقوله (المسفل) ولا ما تقول به (المسفلة)، وعلى كل حال فالجميع متفقون على أنه لا عمل على ما تقوله أمام القضاء ولا حق للقاضي أن يحكم على الورثة أو على أحدهم بموجب ما يخبر به (المسفل) أو (المسفلة) سواء عند المنكر لهذه العملية أو المقر بها والقضاء لا يحكم بما يقوله (المسفل) أو (المسفلة)، ولا مانع لمن يريد أن يسدد عن الميت ما قاله (المسفل) أو (المسفلة) إذ كان يريد العمل بالأحوط، أما أنه يجب عليه شرعاً التسديد فلا.

[جواز تنفيذ وصية الميت بجمع الناس عليه والذبح لهم من ثلث أمواله]

س: ما حكم من أوصى بذبح الذبائح وجمع الناس عليه ليدرسوا عليه؟

جـ: لا مانع من تنفيذ وصيته إذا كان الذبح للتصدق على الفقراء.

[إخراج قيمة الأطعمة التي تعمل على الميت من الثلث إن أوصى بها]

س: ما حكم الإنفاق على الأطعمة التي تعمل على الميت؟

جـ: المشروع أن يعمل الآخرون طعاماً لأهل الميت لحديث (اصْنَعُوا لِآلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا فَإِنَّهُ قَدْ أَتَاهُمْ أَمْرٌ شَغَلَهُمْ) وأما عمل أهل الميت الطعام للآخرين فليس بمشروع لحديث جرير بن عبدالله البجلي (كُنَّا نَرَى الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ، وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ مِنْ النِّيَاحَةِ) (١)، فالتكلفة إن أوصى الميت بذلك فتحسب من ثلثه، وإن كان عملها الوصي متعاطياً فيضمن إلا أن يجيزه الورثة، ولا يخرج من رأس التركة إلا ما كان ضرورياً لتجهيز دفن الميت مثل قيمة الكفن وأجرة حفرالقبر وقيمة الأحجار التي يحدد بها القبر ونحوها من الضروريات لا سيما إذا كان من الورثة قصاراً.

[جواز زيارة النساء للقبور بشرط الحشمة وعدم النياحة]

س: هل يجوز للمرأة أن تزور قبور الموتى أم أن الزيارة محرمة عليها؟

جـ: مسألة منع المرأة من زيارة القبور مسألة مختلف فيها فمن العلماء من منع المرأة من زيارة القبور وحرم عليها أن تدخل المقبرة لزيارة أصحاب القبور، ومن هؤلاء شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيميه قدس الله روحه فقد رجح القول بتحريم الزيارة على النساء محتجاًبحديث (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ زَوَّارَاتِ


(١) - سنن ابن ماحه: كتاب الجنائز: باب ما جاء في النهي عن الإجتماع إلى أهل الميت. حديث رقم (١٦٠١) بلغظ (عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ قَالَ: كُنَّا نَرَى الِاجْتِمَاعَ إِلَى أَهْلِ الْمَيِّتِ، وَصَنْعَةَ الطَّعَامِ مِنْ النِّيَاحَةِ) صححه الألباني في صحيح ابن ماجه برقم (١٣١٨).
أخرجه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة.
معاني الألفاظ: النياحة: البكاء بصوت مع ترديد عبارات السخط.

<<  <  ج: ص:  >  >>