للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جميع الأبوال.

القول الثالث: التفصيل وهو أن بول ما يؤكل لحمه من الحيوانات طاهر وبول ما لا يؤكل لحمه نجس وهذا قول الهادوية الزيدية والشوكاني رجح مذهب الظاهرية وهو أن جميع أبوال الحيوانات طاهرة لأن اللام ليست للجنس في حديث القبر، وإنما المراد بها بول الإنسان نفسه والدليل أن الألف واللام للعهد وليست للجنس ما ورد في رواية البخاري أيضاً بلفظ (أَمَّا هَذَا فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ) والصحيح أن أبوال جميع الحيوانات طاهر وإذا وردت رواية تحتمل وتحتمل ورواية صريحة فيعمل بالرواية الصريحة وعلى فرض أن الألف واللام في الحديث للجنس وليست للعهد كما قال الشافعي فنقول هي خاصة بالتداوي بأبوال الإبل فقط، فيعمل بالخاص فيما تناوله وبالعام في الباقي.

[عدم ورود ما يدل على أن الماء النازل من سطح الكعبة أثناء هطول الأمطار شفاء]

س: يقال بأن المياه النازلة من سطح الكعبة المشرفة أثناء هطول الأمطار فيها شفاء من الألم لمن يشربها فهل هذا القول صحيح أو أنه غير صحيح؟

جـ: اعلم بأن دعوى من يدعي بأن من يشرب من الماء هذا يكون شربه منه شفاء للألم يحتاج إلى برهان لصحة دعواه لأن الأصل هو العدم ومن ادعى خلاف الأصل فعليه الدليل والأفضل أن يشرب من ماء زمزم لأنه قد ورد فيه ما يدل على مشروعية شربه فمن شرب من ماء زمزم بنية الشفاء من الألم فقد عمل بالنص الوارد فيه في حديث (مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ) (١)، وأما من ادعى أن من شرب من الماء النازل من الكعبة فعليه أن يأتي بالنص الصحيح الصريح وأين هو هذا النص الصحيح الصريح.

[كراهة التداوي بالكي]

س: ما حكم الكيّ؟

جـ: هو مكروه لحديث عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (نَهَى عَنْ الْكَيِّ، قَالَ فَابْتُلِينَا فَاكْتَوَيْنَا فَمَا أَفْلَحْنَا وَلَا أَنْجَحْنَا) (٢) وهو ليس محرماً لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقرهم على الكي ولكنه مكروه للنهي عنه، والظاهر أن النهي للتنزيه والفعل لبيان أن النهي ليس للتحريم، هذا هو الجمع بين الأحاديث.


(١) - سنن ابن ماجه: كتاب المناسك: باب الشرب من زمزم، حديث رقم (٣٠٥٢) بلفظ (حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُؤَمَّلِ: أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا الزُّبَيْرِ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ) صححه الألباني في صحيح ابن ماجه برقم (٢٥٠٢).
أخرجه أحمد في مسند المكثرين من الصحابة.
لايوجد له مكررات.
وفي مصنف ابن أبي شيبة حديث بلفظ (زمزم طعام طعم وشفاء سقم)
(٢) - سنن الترمذي: كتاب الطب: باب ما جاء في كراهية الكي. حديث رقم (١٩٧٢) بلفظ (عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْكَيِّ، قَالَ فَابْتُلِينَا فَاكْتَوَيْنَا فَمَا أَفْلَحْنَا وَلَا أَنْجَحْنَا) صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة برقم (٢٨٢٨).
أخرجه أبو داود في الطب، وابن ماجة في الطب، وأحمد في مسند البصريين،
أطراف الحديث: الطب.

<<  <  ج: ص:  >  >>