للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ) (١) الواجب متابعة المؤذن بمثل ما يقول في جميع ألفاظ الأذان إلا في الحيعلتين فيقول (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وعندما يُثوِّب المؤذن في صلاة الليل يشرع للسامع أن يقول مثل المؤذن لعموم قوله (فقولوا مثل ما يقول) (٢) والحيعلتان خرجتا من هذا العموم بدليل خاص بهما.

[تحريم متابعة المصلي أذان المؤذن]

س: هل إذا أذن مؤذن والإنسان يصلي هل يتابع صلاته أم يردد الأذان في نفسه؟

جـ: من سمع المؤذن وهو يؤدي الصلاة فلا يجوز له أن يتابع المؤذن لا بلسانه ولا بقلبه لأن المتابعة بالقلب تنافي الخشوع في الصلاة كما لا يخفى على ذي ذوق سليم وفهم مستقيم.

[حكم (حي على خير العمل في الأذان)]

س: ما حكم (حي على خير العمل) في الأذان، وهل وردت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟

جـ: لقد وردت في كتب زيد بن علي وأمالي أحمد بن عيسى والجامع الكافي وشرح التجريد وغيرها من كتب الشيعة، ولم ترد في الأمهات الست ولا في غيرها من المسانيد أو السنن التي يعتمد عليها علماء السنة كسنن الدارقطني والبيهقي وغيرها، ولهذا حكم الزيدية بمشروعية النداء بها في الأذان ولم يحكم بشرعيتها أهل السنة كالحنفية والمالكية والشافعية والحنبلية وبناءً على ذلك فكل فريق على أصله، ولا ينبغي الخوض في النقد للآخرين فالخطب يسير والشريعة سمحة والدين يسر وكل مجتهد مصيب.

س: ما دليل الزيدية على (حي على خير العمل) في الأذان وهل يصح تسميتها بدعة؟

جـ: إن كان في كتب الحديث لا وجود لها لا بسند صحيح ولا حسن ولا ضعيف وإن كان في كتب الزيدية فهي موجودة في آمالي أحمد بن عيسى بن زيد بن علي وفي مجموع زيد بن علي وفي كتاب شرح التجريد للمؤيد بالله وفي كتاب الجامع الكافي هي مسنده عندهم، ولكن أهل السنة ليست عندهم لا في الأمهات الست ولا في المسانيد ولا في المستخرجات ولا في غيرها فمن هو متمذهب بالمذهب الزيدي سيقول إنها سنة ومن لم يمتذهب به سيقول بأنها ليست سنة، والسياسة قد تدخلت في قول (حي على خير العمل) في الأذان منذ أيام الدولة الفاطمية حتى يومنا هذا، فصلاح الدين الأيوبي حينما تولى أمر بترك (حي على خير العمل) من الأذان والمعز الفاطمي حينما تولى في مصر أمر بإدخال (حي على خير العمل) في الأذان، وآخر ما وقع أن عبد الله الوزير حينما دخل مدينة (إب) جمع المؤذنين والأئمة وألزمهم أن يقولوا (حي على خير العمل) في الأذان في كل مسجد.

س: هل حديث أذان بلال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مثنى مثنى صحيح أم حسن أم ضعيف؟


(١) - صحيح مسلم: كتاب الصلاة: باب استحباب القول بمثل قول المؤذن. حديث رقم (٨٤٨) بلفظ (عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخطأبِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الخطأبِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ أَحَدُكُمْ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الصَّلَاةِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: حَيَّ عَلَى الْفَلَاحِ، قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَر: قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، ثُمَّ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ) أخرجه أبوداود في الصلاة.
(٢) - صحيح البخاري: سبق ذكره في هذا الباب من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه برقم (٦١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>