للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ) (١) وأما حديث (عمر الدنيا سبعة آلاف سنة) فهو غير صحيح بل هو موضوع.

س: سمعت من بعض الناس حديثاً ما معناه أن الشجر والحجر في فلسطين سوف تتكلم وتقول يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فأقتله إلا شجرة الغرقد فلا تتكلم، وأن اسرائيل تقوم بزرع هذه الشجرة فمن الذي روى هذا الحديث وفي أيِّ كتاب؟

جـ: حديث (بأن الحجر والشجر تقول للمسلم يا مسلم ورائي يهودي تعال فاقتله) صحيح.

س: ما قولكم في حديث (حبب إلي من دنياكم ثلاث: النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة) (٢) هل هو صحيح أو غير صحيح وهل لفظة ثلاث واردة أم لا أصل لها في كتب الحديث؟

جـ: أصل الحديث في سنن الإمام النسائي رحمه الله وفي مسند الطبراني الأوسط وظاهر سنده الصحة وقال (ابن طاهر) سنده جيد، أما زيادة لفظة (ثلاث) فلم توجد في كتب السنة النبوية ولا أصل لها في كتب الحديث المسندة، وإنما وجدت في بعض كتب التصوف مثل (إحياء علوم الدين) للغزالي كما وجدت أيضاً في كتاب (الكشاف) تفسير الزمخشري المشهور في تفسيره لسورة آل عمران ولم يقف الحفاظ على هذه الزيادة ولا عرفوها في أي كتاب من كتب السنة المحمدية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام كما نص على معنى ذلك الحافظ (الزركشي) في كتاب (اللئاليء المنثورة في الأحاديث المشهورة)، والحافظ (ابن حجر السقلاني) في تخريج الكشاف والحافظ (السيوطي) في (الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة) كما نص عليه الحافظ (السخاوي) في المقاصد الحسنة بذكر كثير من الأحاديث الدارجة على الألسنة والحافظ (ابن طاهر الفتني الهندي) في تذكرة الموضوعات والحافظ (عبدالرحمن الديبع الشيباني) في تمييز الطيب من الخبيث فيما يجري على السنة الناس من الحديث و (العجلوني) في (كشف الخفاء ومزيل الإلباس عن الأحاديث الدارجة على السنة الناس) و (الملا علي بن سلطان القاري) في المصنوع لمعرفة الحديث الموضوع والأسرار المرفوعة بذكر الأحاديث الموضوعة والحافظ (البيروتي) في أسنى المطالب والحافظ (الشوكاني) في نيل الأوطار شرح منتقى الأخيار وفي (الفوائد المجموعة) في الأحاديث الموضوعة وغيرهم من حفاظ السنة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، ولا شك ولا ريب أن زيادة لفظة (ثلاث) مفسدة لمعنى الحديث لأن زيادتها جعلت (الصلاة من أمور الدنيا) مع أنها من أمور الآخرة بل هي أهم ركن من أركان الإسلام بعد الشهادتين كما ذكر معنى ذلك (ابن طاهر) الفتني وغيره من الحفاظ، وقد تكلف بعض العلماء في الجواب على من قال بأن هذه الزيادة مفسدة للمعنى بكلام قال عنه (ابن طاهر) بأنه لا يساوي شيئاً، وبناءً على ذلك فزيادة لفظة (ثلاث) في هذا الحديث غير صحيحة من (جهة الرواية) بل لا أصل لها في كتب السنة المطهرة على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، كما أنها أيضاً غير صحيحة من (جهة الدراية) لأن زيادتها ستغير المعنى حيث ستكون


(١) - صحيح مسلم: كتاب الحجـ: جواز دخول مكة بغير إحرام. حديث رقم (٢٤١٨) بلفظ (عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ مَكَّةَ وَقَالَ قُتَيْبَةُ دَخَلَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ بِغَيْرِ إِحْرَامٍ)
أخرجه الترمذي في الجهاد، والنسائي في مناسك الحج، وأبوداود في اللباس، وابن ماجه في اللباس، وأحمد في باقي مسند المكثرين، والدارمي في اللباس.
(٢) - سنن النسائي: كتاب عشرة النساء: باب حب النساء. حديث رقم (٣٨٧٨) بلفظ: عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حُبِّبَ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ. صححه الألباني في صحيح سنن النسائي برقم (٣٩٤٩٩).
أخرجه أحمد في باقي مسند المكثرين ١١٨٤٥، ١٢٥٨٤، ١٢٥٢٦.
أطراف الحديث: عشرة النساء ٣٨٧٩.
معاني الألفاظ: قرة العين: تعبير يقال لكل ما يفرح ويسر.

<<  <  ج: ص:  >  >>