للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا الحديث بهذا اللفظ الأخير صحيح مروي عن (عمر) و (عثمان) و (علي) و (سعد ابن أبي وقاص) و (العباس) كما في البخاري ومسلم، وعن (أبي بكر) و (عبد الرحمن بن عوف) و (الزبير) و (أبي هريرة) كما في صحيح مسلم، وعن (عائشة) كما في أبي داود و (طلحة) كما في النسائي وعن (حذيفة) و (ابن عباس) كما في الطبراني، وقد عد هذا الحديث من ألف في الأحاديث المتواترة من جملة الأحاديث المتواترة منهم (السيوطي) في كتاب (قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة) ومنهم السيد (محمد مرتضى الزبيدي) صاحب تاج العروس شرح القاموس في كتابه (لقط اللئاليء المتناثرة في الأحاديث المتواترة) والعلامة (محمد جعفر الكتاني) في كتاب (نظم المتناثر من الحديث المتواتر) وكلهم تابعوا الحافظ (ابن حجر) الذي قال في أماليه إنه حديث صحيح متواتر، هذا خلاصة: ما يقال عن حديث أن النبي (لا يورث)، أما ما هي العلة؟ فالله اعلم ما هي العلة، المهم هو أن الحديث صحيح متواتر.

[س: هل ثبت أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قال (نصرني الشباب وخذلني الشيوخ) أو أنه لم يثبت؟]

جـ: الذين ناصروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا من الشيوخ ومن الشباب ولعل أكثرهم كان من الشباب، فأما الحديث الذي جاء في السؤال وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (نصرني الشباب وخذلني الشيوخ) فلم أطلع عليه، فمن اطلع على هذا الحديث في كتب الحديث وأفادني عمن أخرجه ورواه وبالمصدر الذي ذكره فجزاه الله عني خيراً وسأكون له من الشاكرين، هذا والجدير بالذكر أن (ياسر والد عمار بن ياسر) كان من السابقين الأولين وقد أسلم وهو (شيخ طاعن في السن) وهكذا زوجته (سمية) رضي الله عنها كانت طاعنه في السن.

[س: هل صحيح أن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم نظر إلى ملك الموت ودار بينهما كلام مفاده أن ملك الموت قال للرسول صلى الله عليه وآله وسلم (إنما أنا رسول ومأمور بنزع أرواح العباد) وهذا ما سمعته من بعض الناس أفيدونا أفادكم الله تعالى؟]

جـ: الذي أحفظه ولا أدري ما قيل فيه أنَّ جبريل جاء إلى النبي صحبه ملك الموت وقال يا (أحمد) إن الله اشتاق إليك فقال النبي فاقبض يا ملك الموت كما أمرت فتوفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفي لفظ أتاه جبريل عليه السلام فقال يا (محمد) إن الله أرسلني إليك تكريماً لك وتشريفاً ليسألك عما هو أعلم به منك يقول لك كيف تجدك فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم مغموماً وأجدني يا جبريل مكروباً ثم جاء اليوم الثاني والثالث فقال له ذلك فرد عليه النبي بمثل ذلك وجاءه معه في اليوم الثالث ملك فقال له جبريل عليه السلام هذا ملك الموت يستأذن عليك ما استأذن أحداً من قبلك ولا يستأذن على أحد من بعدك أتأذن له فأذن له فدخل فسلم عليه ثم قال يا (محمد) إن الله أرسلني إليك فإن أذنت لي أن أقبض روحك قبضت وإن أمرتني أن أترك تركت قال أو تفعل؟ قال: نعم وبذلك أمرت، فنظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لجبريل عليه السلام فقال له يا محمد إن الله قد اشتاق إلى لقاءك، وهناك روايات أخرى ولا أدري من أخرج هذا الحديث كما لا أدري هل هو صحيح أو ضعيف لكني نقلته من آخر المجلد الثالث من كتاب إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون تأليف علي بن برهان الدين الحلبي المعروف بالسيرة الحلبية ولا مانع من عرض السؤال هذا إلى من هو أعلم مني وأوسع إطلاعا لأني قليل البضاعة في علم السنة النبوية والسيرة المحمدية حيث لم أوت من العلم إلا قليلاً.

<<  <  ج: ص:  >  >>