للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جـ: هذا إن صح لا يجوز بل الواجب دفنها في التراب.

[عدم جواز رفع القبر أكثر من شبر ولا الكتابة عليه]

س: هل تجوز الكتابة على القبور؟

جـ: لا تجوز لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الكتابة على القبورفي حديث (نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُجَصَّصَ الْقُبُورُ، وَأَنْ يُكْتَبَ عَلَيْهَا) (١)، كما لا يجوز رفع القبر أكثر من شبر لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن رفع القبور أكثر من شبرفي حديث (أَلأ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ) (٢) لا فرق بين قبر المسلم العالم وغير العالم وإن كان على بعض قبور العلماء أضرحة وقباب مثل قبر الإمام الهادي يحيى بن الحسين والمهدي والقاسم والإمام الشافعي والإمام محمد بن إسماعيل البخاري والإمام أبو حنيفة وهو بغير رضا البعض منهم، وإنما المتأخرون هم الذين عملوا الأضرحة والقباب فالنبي -صلى الله عليه وسلم- نهى عن رفع القبور والكتابة عليها، وأما القبة الخضراء التي على قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فهي محدثة في القرن السابع من الهجرة أمر بعمارتها السلطان قلاوون ملك مصر.

[تحريم تشييد القباب على القبور وشد الرحال إليها]

س: هل أولياء الله هم الذين شيدت على قبورهم القباب أو الذين تشد إلى قبورهم الرحال ليستغاث بهم كما يستغاث بالله عز وجل؟ وهل هم المقصودين بقوله تعالى {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (٣)؟

جـ: معنى هذه الآية ظاهر وقد جاء في الآية التي بعدها فإذا قيل لك من هم (أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) فاتلوا على من سألك عنهم قوله تعالى {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} (٤) فالله عز وجل قد تولى بيان من هم أولياء الله وصرح بأنهم الذين آمنوا وكانوا يتقون، فمن كان من الذين آمنوا بالله وملائكته وكتبه ورسله وآمنوا بالقدر خيره وشره وكانوا متقين الله وخائفين من الله فهم من الأولياء، فالولي هو الذي آمن بالله واتقاه كائناً من كان، وليس الولي هو الذي قد بُني له قبر مرتفع فوق الارتفاع المشروع أو الذي قد وُضع على قبره لوحاً مكتوباً عليه كلمات المدح والثناء والتقديس، ولا الذي قد شيدت على قبره قبة شامخة ووضع على قبره تابوتٌ من الحديد أو الخشب أو بُني على قبره مسجداً، بل ولا هو الذي قُبر في مسجد من المساجد التي عمرت للصلاة ولذكر الله أو لعالم يعلم الناس العلم النافع أو لمتعلم يتعلم من العلماء ولم يقبر في مقبرة إخوانه من الموتى، ولا هو الميت الذي يقصده الناس


(١) سنن الترمذي: كتاب الجنائز: باب ماجاء في كراهية تجصيص القبور والكتابة عليها. حديث رقم (٩٧٣) بلفظ (عَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ تُجَصَّصَ الْقُبُورُ، وَأَنْ يُكْتَبَ عَلَيْهَا، وَأَنْ يُبْنَى عَلَيْهَا، وَأَنْ تُوطَأَ)
أخرجه مسلم في الجنائز، والنسائي في الجنائز، وأبوداودفي الجنائز، وابن ماجه في ماجاء في الجنائز، واحمد في باقي مسند المكثرين.
معاني الالفاظ: التجصيص: البناء عليها بالجص.
(٢) - صحيح مسلم: كتاب الجنائز. باب الأمر بتسوية القبر. حديث رقم (٢٢٤٠) بلفظ (عَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ، قَالَ: قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَلأ أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا تَدَعَ تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ).
أخرجه الترمذي في الجنائز، والنسائي في الجنائز، وأبو داود في الجنائز، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
معاني الألفاظ: الطمس: الإزالة والإبطال والمحو. … المشرف: البارز المرتفع عن مستوى الأرض.
(٣) يونس: آية (٦٢).
(٤) يونس: آية (٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>