للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشبهات.

س: ما حكم (ذبح الذبيحة التي تسمى الهجر أو العقير) في الشريعة الإسلامية علماً بأنه لا يتم الإعفاء إلا بذلك؟

جـ: الهجر هو أن الرجل يأتي بالثور أو الكبش فيذبحه عند باب بيت المجني عليه ولا يتم العفو عند القبائل إلا بهذا الهجر، والعلماء مختلفون فبعضهم قال هو جائز وبعضهم قال إنه حرام لأنه أُهلَّ به لغير الله حيث ذبح إرضاء للقبيلة أو لرجل أو لأسرة وبعضهم قال يجوز للضرورة لأنه إذا لم يتم هذا تتعقد المشكلة ويحصل سفك دماء، أما أنا فأعتبره شبهة من الشبهات والمؤمنون وقَّافُّون عند الشبهات لحديث (فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ).

س: رجل أخطأ على رجل فحكمه (فهجره) وذبح ثورا ليرضيه، فما الحكم؟

جـ: لا يذبح لآدمي لا ثور ولا كبش لأنه سيكون من الذبح لغير الله لقوله تعالى {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ} (١).

[تحريم ذبح ما يسمى بالهجر العقير وجواز قبوله وهو حي]

س: هل يجوز الهجر عند الإصلاح بين الناس؟

جـ: لا يجوز الذبح لقوله تعالى {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ}، أما قبوله وعدم ذبحه فلا مانع.

[تحريم الذبح عند عمارة البيت الجديد لحفظ أهل البيت من الجن]

س: ما حكم الشرع فيمن يذبحون عند عمارة البيت الجديد ويسمون هذا الذبح بالغدى أو الفدية، وإذا لم يذبحوا وحصل بعد ذلك لهم من الأشياء الكريهة أو من الحوادث المؤلمة فيقال لهم السبب هو عدم الغدى؟

جـ: الذبح المذكور في السؤال وهو الذبح عند إكمال عمارة البيت الجديد لكي يحفظ الله أهل البيت الذين سيسكنون فيه من الجن ونحو ذلك مما يعتقده بعض العوام فهذا لا يجوز لاعتقاد أن الذبح يقي أهل البيت من الشرور والحوادث المؤلمة وهو مما أُهلَّ به لغير الله وقد حرمه الله تحريما قطعيا في قوله تعالى {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ}، أما إذا كان الذبح بلا اعتقاد أن عدم الذبح سيضرهم فلا مانع منه، هذا، والخلاصة:

أن من سيذبح معتقداً أن الذبح يصرف الجن عن البيت وعن من سيسكن في البيت فالذبح هذا بدعة من البدع وخرافة من الخرافات وحرام ولا سيما من سيريق دم المذبوح على رأس جدار أو على مردم الباب لقوله تعالى {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ}.


(١) - البقرة: آية (١٧٣)

<<  <  ج: ص:  >  >>