للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من لغى في خطبة الجمعة لا يعيدها ظهراً

س: هل من لغى في خطبة الجمعة يعيدها ظهراً؟

جـ: لا يعيدها ظهراً ومعنى قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث (فَلَا جُمُعَةَ لَهُ) أنه ليس له ثواب صلاة الجمعة.

س: كنت في جامع لأداء صلاة الجمعة والإمام في الخطبة الثانية وجاء رجل وجلس على ميسرتي وقال لي السلام عليكم ومد لي يده ورديت عليه السلام قائلاً ومصافحاً وفجأة تذكرت أن هنالك حديث ما معناه من تكلم فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له، وأيضاً تذكرت التحذير الذي يشنف المؤذن أذاننا دائماً به عقب الأذان إعلموا أن الكلام محرم حال الخطبتين أثابكم الله فكنت تارة أفكر وأخرى أقدر وأخيراً حكمت على صلاتي بالبطلان وأعدتها، فما رأيكم؟ وهل تصح صلاة الجمعة والجماعة على صوت الراديو أو التلفزيون؟

جـ: اعلم بأن الكلام حال الخطبتين حرام لحديث (إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْصِتْ، وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ فَقَدْ لَغَوْتَ) (١) وهو حديث صحيح وقد جاء في بعض الأحاديث (وَمَنْ قَالَ صَهٍ فَقَدْ تَكَلَّمَ، وَمَنْ تَكَلَّمَ فَلَا جُمُعَةَ لَهُ) (٢) وقيل في معنى لا جمعة له ليس له ثواب الجمعة، أما أن صلاة الجمعة باطلة فليست باطلة، وقيل معنى فلا جمعة له صحيحة، وأنت قد عملت بالأحوط زادك الله حرصاً ولا تعد إلى مثل هذا، واعلم بأن صلاة الجماعة والجمعة لا بد فيها من الاجتماع ولا تصح الجماعة أو الجمعة بواسطة الراديو أو التلفزيون لعدم الاجتماع الذي هو السبب في مشروعية الجمعة والجماعة، وهذا هو ما أفتى به علماء العصر لمن كان يسألهم بهذا السؤال.

س: هل يجوز التسبيح بالمسبحة أو التسوك بالسواك أو الكلام أثناء خطبة الجمعة؟

جـ: تحريك السبحة مثل تحريك الحصى، وتحريك الحصى منهي عنه في حديث (وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا) (٣).

[عدم جواز رد السلام أو المصافحة أثناء خطبة الجمعة]

س: رجل سلم عليَّ وأراد مصافحتي أثناء الخطبة في يوم الجمعة، فماذا أصنع؟

جـ: لا ترد عليه السلام ولا تصافحه.

[جواز استمرار الخطيب في أداء الخطبة إذا انتقض وضوؤه أثناء الخطبة]

س إذا أحدث الخطيب أثناء الخطبة فماذا عليه؟


(١) - صحيح البخاري: سبق ذكره في هذا الباب من حديث أبي هريرة رضي الله عنه برقم (٩٣٣).
(٢) - سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب فضل الجمعة. حديث رقم (٨٨٧) بلفظ (حَدَّثَنِي عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ عَنْ مَوْلَى امْرَأَتِهِ أُمِّ عُثْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ يَقُولُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ غَدَتْ الشَّيَاطِينُ بِرَايَاتِهَا إِلَى الْأَسْوَاقِ فَيَرْمُونَ النَّاسَ بِالتَّرَابِيثِ أَوْ الرَّبَائِثِ وَيُثَبِّطُونَهُمْ عَنْ الْجُمُعَةِ، وَتَغْدُو الْمَلَائِكَةُ فَيَجْلِسُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ فَيَكْتُبُونَ الرَّجُلَ مِنْ سَاعَةٍ، وَالرَّجُلَ مِنْ سَاعَتَيْنِ، حَتَّى يَخْرُجَ الْإِمَامُ، فَإِذَا جَلَسَ الرَّجُلُ مَجْلِسًا يَسْتَمْكِنُ فِيهِ مِنْ الِاسْتِمَاعِ وَالنَّظَرِ فَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ كَانَ لَهُ كِفْلَانِ مِنْ أَجْرٍ، فَإِنْ نَأَى وَجَلَسَ حَيْثُ لَا يَسْمَعُ فَأَنْصَتَ وَلَمْ يَلْغُ لَهُ كِفْلٌ مِنْ أَجْرٍ، وَإِنْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَسْتَمْكِنُ فِيهِ مِنْ الِاسْتِمَاعِ وَالنَّظَرِ فَلَغَا وَلَمْ يُنْصِتْ كَانَ لَهُ كِفْلٌ مِنْ وِزْرٍ، وَمَنْ قَالَ: يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِصَاحِبِهِ صَهٍ فَقَدْ لَغَا، وَمَنْ لَغَا فَلَيْسَ لَهُ فِي جُمُعَتِهِ تِلْكَ شَيْءٌ، ثُمَّ يَقُولُ: فِي آخِرِ ذَلِكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ ذَلِكَ قَالَ أَبُو دَاوُد رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ ابْنِ جَابِرٍ قَالَ بِالرَّبَائِثِ وَقَالَ مَوْلَى امْرَأَتِهِ أُمِّ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ) صححه الألباني في صحيح أبي داود برقم (١٠٥٠)
أخرجه أحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة.
معاني الألفاظ: الربث: هو الأمر الذي يحبس الإنسان عن مهامة. الغدوة: الخروج في أول النهار.
(٣) - صحيح مسلم: كتاب الجمعة: باب فضل من استمع وأنصت. حديث رقم (١٤١٩) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا)
أخرجه الترمذي في الجمعة، وأبوداود في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في باقي مسند المكثرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>