للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ريه) وأسلافه في التضليل في السنة وفي مؤلفات أهل السنة وأرشد القراء إلى الصراط المستقيم صراط الصحابة والتابعين والأئمة الراشدين رحمهم الله جميعاً وألحقنا بهم صالحين، كما ألف كتاباً خاصاً بالصحابي الجليل (أبي هريرة) رضي الله عنه سماه (أبو هريرة الرواية) ضمن سلسله أعلام العرب، وهي ضمن السلسلة التي تحوي تراجم كثير من العلماء والفقهاء ورجال العلم والاجتهاد والملوك والزعماء والأبطال ورجال الفكر والسياسة في العالم العربي قديماً وحديثاً، وقد ذكر جملة صالحه قال فيها منذ أن أسلم أبو هريرة إلى أن توفي، كما ذكر جميع ما قيل فيه من جرح ورد على ذلك رداً علمياً نزيهاً مؤيداً ما قال بالبراهين والمستندات بكلام رزين وتحقيق مستبين بأسلوب الباحث المحقق، كما رد عليه أيضا العلامة (عبد الرحمن المعلمي) في كتاب خاص سماه (الأنوار الكاشفة لما في كتاب أبي ريه من التضليل والمجازفة) كما رد عليه العلامة (حمزة) أحد رجال العلم والحديث بمكة المكرمة بكتاب أسماه (ظلمات أبي ريه على أضواء السنة المحمدية) ومن أحسن من رد عليه العلامة (مصطفى السباعي) في كتابه (السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي) فمن أطلع على هذه الكتب الخمسة ألا وهي: (السنة قبل التدوين) لعجاج الخطيب، و (أبو هريرة الراوية) للخطيب أيضا، وكتاب (الأنوار الكاشفة لما في كتاب أبي ريه من التضليل والمجازفه) للشيخ عبدالرحمن المعلمي وكتاب (ظلمات أبي ريه على أضواء السنة المحمدية) لابن حمزة و (السنة ومكانتها في التشريع) (لمصطفى السباعي) من أطلع على هذه الكتب أو على بعضها على الأقل لا بد من أن يعرف ما في كتاب (العاملي) من مجازفة لأن أكثر ما قاله (العاملي) قد قاله (أبو ريه) وما قيل في الرد على (أبي ريه) يصلح أن يكون رداً على (العاملي) ومالم يكن في كتاب أبي ريه وهو في (كتاب العاملي) من الممكن الرجوع إلى غيرها من كتب المصطلح والرجال والصحابة وشروح كتب السنة النبوية.

س: هل يشهد حديث (اعمل عمل امرئ يظن أنه لن يموت أبدا واحذر حذر امرئ يخشى أن يموت غدا الوارد في الجامع الصغير هل يشهد هذا الحديث لحديث (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) وهل الحديثان حديث واحد مروي بالمعنى أم هما حديثان مختلفان ف ي اللفظ، ومتفقان في المعنى، أم هما مختلفان في اللفظ والمعنى؟

جـ: حديث (اعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبداً واحذر حذر امرئ يخشى أن يموت غداً) لا يشهد لحديث (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً) لأن الحديث الأول ضعيف كما سيأتي والحديث الثاني الذي هو (اعمل لدنياك) لا يعرف الحفاظ من رواه عن النبي ولا من أخرجه فكيف يشهد حديث ضعيف لحديث لا أصل له ولا يعرف له راو ومخرج، وأما المقطع الثاني من السؤال فهو أنهما ليسا بحديث واحد وإنما هما حديثان، وبعبارة أصح وإنما أحدهما حديث مستقل بنفسه وهو حديث (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً) الذي لم يُعرف من أخرجه ولا من رواه، والآخر هو نصف حديث لا حديثا كاملا وبعبارة أصح هو الشطر الثاني لحديث أخرجه البيهقي والديلمي عن عبد الله بن عمر أما الشطر الأول منه فهو (إنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ) (١) وأما الشطر الثاني فهو (واعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبدا واحذر حذر امرئ يخشى أن يموت غدا) وهو الذي ذكره (السيوطي) في الجامع الصغير في حرف الألف عند الذكر للأحاديث التي أولها ألف بعدها عين وقد كان الصواب أن يذكر الحديث كاملاً عند ذكره الأحاديث التي أولها (ألف) بعدها (نون) لأن أوله (إن المنبت)


(١) - مسند أحمد: كتاب باقي مسند المكثرين: باقي المسند السابق. حديث رقم (١٢٥٧٩) بلفظ (حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ).
انفرد به أحمد بن حنبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>