للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: إذا تعارضت أوامر الأم والأب في الذهاب إلى الجهاد، فأيهما يُعمل به؟

جـ: لا يذهب الشخص للجهاد إلا بعد رضاهما الاثنين جميعاً، و إلا فلا يذهب، وأوامر الأم أقدم من أوامر الأب لحديث (مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ) (١).

[تحريم قتل النساء والأطفال والشيوخ المسنين وقلع الأشجار وحرقها]

س: ماذا يجب على أمير الجيش قبل القتال؟

جـ: أن يوصي الجيش بألاَّ يقتلوا نساءً ولا أطفالاً ولا شيوخاً مسنين ولا رهباناً في الكنائس ولا يقتلوا الحيوانات ولا يقلعوا الشجر.

س: فضيلة الشيخ قلت إنه يحرم قتل النساء فكيف وبعض النساء أخطر على الإسلام من الرجال في أمريكا، فهل مثل هؤلاء النساء يجوز قتلهن؟.

جـ: نعم، وقد قلنا إلا إذا كانت تقاتل أو لها رأي يستشيرونها ليتقووا برأيها على المسلمين.

جواز النكاية بالعدو سواءً بقلع الأشجار أو حرقها أو غيرها

س: هل يجوز إحراق وتقطيع وقلع شجر الأعداء نكاية بالعدو؟

جـ: الصحابة في غزوة بني النضير منهم من اجتهد ورأى أن المصلحة في تقطيع وقلع شجر بني النضير، وبعضهم رأي أن المصلحة في ترك الشجر وعدم تقطيعه وقلعه أملاً في انتصار المسلمين وأن هذه الأشجار ستصير غنائماً للمسلمين، والقرآن أقرَّ الفريقين في قوله تعالى {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ} (٢).

س: ما حكم تحريق الشجر والأصنام والمتاع؟

جـ: ثبت ذلك عن الشارع إذا كان فيه مصلحة، وقد جاء في كتب السير أن النبي لما حاصر يهود بني النضير كان بعض المسلمين يأخذ الشجر ويقطعها، وبعضهم ينهى عن ذلك فطلبهما النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: لماذا تُقطع الشجر؟ قال: لأنه يغلب في ظني أننا لا نستطيع أن نفتح بلاد بني النضير وندخل النكاية عليهم بأيِّ شيء كان حتى ولو بقطع الشجر، وقال للآخر وأنت لماذا تنهى عن ذلك؟ قال: يغلب في ظني أننا سنفتح هذه البلاد وأن هذه الأشجار والمساكن ستكون للمسلمين فأردت ألا يأخذها المسلمون إلا وهي سليمة، فأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم بل وأقر هم القرآن فنزلت الآية {مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ


(١) - صحيح البخاري: كتاب الأدب: باب من أحق الناس بحسن الصحبة. حديث رقم (٥٥١٤) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ: إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ ثُمَّ أُمُّكَ، قَالَ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ ثُمَّ أَبُوكَ)
أخرجه مسلم في البروالصلة والأدب، وابن ماجه في الفرائض، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
لايوجد له مكررات.
(٢) الحشر: آية (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>