للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِجْلَايَ فِي قِبْلَتِهِ فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا قَالَتْ: وَالْبُيُوتُ يَوْمَئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مَصَابِيح) (١).

س هل مس الرجل للمرأة وهو طاهر من الحدث الأصغر ينقض الوضوء؟ وكذلك مس المرأة الرجل ينقض وضوءها أم لا؟

جـ إن كانت المرأة محرماً للرجل كأمِّه وجدَّته وأخته وعمته وخالته وبنت الأخ وبنت الأخت وغيرهن فاللمس لا ينقض الوضوء سواء مس الرجلُ المرأةَ أو العكس، وإن كان الرجل قد مس زوجته أو امرأة غير محرم يحل له أن يتزوج بها أو المرأة قد مست زوجها أو رجلاً أجنبياً يحل لها أن تتزوج به ففيه خلاف، فذهب الشافعي إلى نقض الوضوء، وذهب الهادوية إلى عدم نقض الوضوء، والراجح عندي هو عدم النقض لأن النقض يحتاج إلى دليل صريح صحيح يدل على النقض ولم يرد دليل صريح يدل على النقض، وما احتجوا به من قوله تعالى {أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ} (٢) ليس بصريح لأن اللمس في هذه الآية كناية عن الجماع وليس هو المس الحقيقي كما لا يخفى على من طالع كتب التفسير وشروح السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام.

[ما يخرج من المرأة بعد الغسل من الجماع ينقض الوضوء]

س: ما يخرج من المرأة بعد الغسل من آثار الجماع وهي تريد أن تشرع في الصلاة، فهل ينتقض وضوؤها؟ وهل يجب عليها أن تغسله من ثيابها أو جسمها؟

جـ: نعم ينتقض وضوؤها ويجب عليها إعادة الوضوء لا الغسل ويجب عليها غسله من ثيابها أو جسمها.

[نقض الوضوء من كل ما يخرج من الفرج سواء كان الخارج من القبل أو من الدبر]

س: ما حكم الرطوبة الدائمة عند المرأة، هل تنقض الوضوء؟ وهل توجب على المرأة أن تعيد الوضوء؟

جـ: ما خرج من الفرج فهو ناقض للوضوء سواء كان الخارج من القبل أو من الدبر وسواء كان من رجل أو امرأة.

س: شاب يقطرمنه أحياناً البول ويحس به ويقع على سرواله قطرات منه وعند الصلاة ينضخ الماء على مكان قطرات البول ويصلي، فهل صلاته صحيحة؟

جـ: لا بد من غسل الذكر والثوب الذي وقعت فيه أو الموضع الذي وقعت فيه النجاسة وإعادة الوضوء والصلاة


(١) - صحيح البخاري: كتاب الجمعة: باب ما يجوز من العمل في الصلاة. حديث رقم (١٢٠٩) بلفظ (عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قالت: كُنْتُ أَنَامُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَرِجْلَايَ فِي قِبْلَتِهِ، فَإِذَا سَجَدَ غَمَزَنِي فَقَبَضْتُ رِجْلَيَّ، فَإِذَا قَامَ بَسَطْتُهُمَا قالت: وَالْبُيُوتُ يَوْمَئِذٍ لَيْسَ فِيهَا مَصَابِيحُ).
أخرجه مسلم في الصلاة، والنسائي في الطهارة، وأبوداود في الصلاة، وأحمد في باقي مسند الأنصار، ومالك في النداء للصلاة، والدارمي في الصلاة.
أطراف الحديث: الجمعة، الإستئذان.
معاني الألفاظ: الغمز: المس برؤوس الأصابع.
(٢) المائدة: (آية ٦)، النساء: (آية ٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>