للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(شريح) وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لولا أن غريمي ذمي لجلست بجنبه على السواء.

س: ما صحة رواية أن القاضي شريح ساوى في المجلس بين الإمام (علي بن أبي طالب) واليهودي؟

جـ: هذا الحديث يورده أصحاب السير والتاريخ لكن علماء الحديث يضعفونه والشوكاني يضعفه.

س: الشوكاني قال يجب التسوية في المجلس إلا إذا كان أحد المتخاصمين كافراً، فهل يوجد دليل؟

جـ: نعم، لأنه وردت أحاديث على أنه لا ينبغي أن يُساوي بين الكافر والمسلم ليس للكافر ولاية على المسلم أو مساواة ووردت أحاديث في غير باب القضاء وأن المسلم لا يقول للكافر السلام عليكم ولا يقول وعليكم السلام وهوبلفظ (إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ) (١) وأن نضايق أهل الكتاب في الطريق بلفظ (لَاتَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ، وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي الطَّرِيقِ فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِ الطَّرِيقِ) (٢) وأنهم إذا أتوا بجزية يأتوا بها وهم صاغرون في قوله تعالى {حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} (٣).

[وجوب سماع القاضي لكلام وحجج الطرفين]

س: هل يجب على القاضي أن يسمع الطرفين أم يكتفي بسماع أحدهما؟

جـ: نعم، يجب أن يسمع لكل واحد منهما حتى يتم كلامه يسمع كلام المدعى حتى ينتهي من كلامه ويطلب من المدعى عليه أن يرد على الدعوى ويطلب من المدعي البينة فإن لم يستطع طلب من المنكر اليمين وتنتهي القضية، فالشريعة سهلة ميسرة ولكن عقَّدتها التعليمات وكان القضاء أيام الخلفاء الراشدين يسمع القاضي للدعوى والبينات في موقف واحد وتنتهي القضية كان القضاء كالاستفتاء تماماً في اليسر والسهولة، وكان لعمر بن الخطاب صاحب ينظِم دخول المتقاضين إليه.

[اختيار وزارة العدل في اليمن أن القاضي لا يجوز له الحكم بعلمه]

س: إذا جاء خصمان إلى القاضي يتخاصمان في قضية وكان القاضي يعلم القضية من قبل أن يتولى القضاء


(١) صحيح البخاري: كتاب الإستئذان: باب كيف الرد على أهل الذمة في الإسلام. حديث رقم (٥٩٠٣) بلفظ (حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ).
أخرجه مسلم في السلام، والترمذي في تفسير القرآن عن رسول الله، وأبو داود في الأدب، وابن ماجة في الأدب، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
أطراف الحديث: استتابة المرتدين.
(٢) سنن أبي داوود: كتاب الأدب: باب في السلام على أهل الذمة. حديث رقم (٥٢٠٥) بلفظ (عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِي إِلَى الشَّامِ فَجَعَلُوا يَمُرُّونَ بِصَوَامِعَ فِيهَا نَصَارَى فَيُسَلِّمُونَ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ أَبِي: لَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ، فَإِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَنَا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَا تَبْدَءُوهُمْ بِالسَّلَامِ، وَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فِي الطَّرِيقِ فَاضْطَرُّوهُمْ إِلَى أَضْيَقِ الطَّرِيقِ) صححه الألباني في سنن أبي داود بنفس الرقم.
أخرجه الترمذي الاستئذان والآداب عن رسول الله.
معاني الألفاظ: الصومعة: مكان ينقطع فيه الرهبان للعبادة.
(٣) التوبة: آية (١١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>