عليه وآله وسلم كذباً، وأن العلماء قد ألفوا عدة مؤلفات جامعة للأحاديث الموضوعة كذباً على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الصلاة والسلام وهي كثيرة، ولم أذكر لك إلا ما قد طبع منها لتطلب ما تريد طلبه منها مما يوجد بالمكتبات بصنعاء وغيرها، والله ولي الهداية والتوفيق.
س: نريد منكم جزاكم الله خيراً أن توضحوا لنا مدى صحة هذين الحديثين وهما (أول ما خلق الله نور نبيه محمد) هل هو صحيح أو غير صحيح وهل يتناقض مع حديث أول ما خلق الله القلم؟ إن آدم عليه السلام رأى مكتوباً في العرش لا إله إلا الله محمد رسول الله فقال يا مول اي من هذا الذي قرنت اسمه باسمك فقال هذا أحد أولادك ولولاه ما خلقتك؟
جـ: قد نص علماء الحديث المختصون على أن حديث أول ما خلق الله نور النبي صلى الله عليه وآله وسلم غير صحيح بل هو من (الموضوعات) كما نصوا على عدم صحة حديث لولا محمد ما خلق الله الأفلاك.
[س: ما صحة حديث (إني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن) أو (من جانب اليمن)؟]
جـ: هو من الأحاديث المتداولة على بعض ألسنة أهل اليمن وقد ذكره حجة الإسلام (الغزالي) في (إحياء علوم الدين) ونقل (الملا على القاري) في كتابه (المصنوع في الحديث الموضوع) عن الحافظ (زين الدين العراقي) أنه قال لم أجد له أصلاً وقد اعترضه العلامة (عبدالفتاح أبو غدة) في تعليقاته على (المصنوع) بقوله الذي رأيته في تخريج الإحياء للعراقي في كتاب (قواعد العقائد) في الفصل الثاني هذا ما نصه (حديث إني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمن) أخرجه أحمد من حديث أبي هريرة في حديث قال فيه (وأجد نفس ربكم من قبل اليمن) ورجاله ثقات وقال الحافظ (الهيتمي) في كتاب (مجمع الزوائد) في الجزء العاشر في صفحة (٥٥) و (٥٦) عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ألا إنَّ الإيمان يمان والحكمة يمانية وأجد نفس ربكم من قبل اليمن) رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير (شبيب أبي رفع) وهو ثقة ورواه (البيهقي) في (الأسماء والصفات) في صفحة (٤٦٢) و (٤٦٣) عن الصحابي سلمه بن نفيل السكوني في حديثه قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو مولٍ ظهرة قبل اليمن (إني أجد نفس الرحمن ها هنا) وقد رواه (البزار) في (مسنده) و (الطبراني) في (الكبير) ولفظه (إني أجد نفس الرحمن من ها هنا وأشار إلى اليمن) ورواه (الطبراني) أيضاً في مسند الشاميين عن أبي هريرة بلفظ (الإيمان يمان والحكمة يمانية وأجد نفس الرحمن من قبل اليمن) ورواه في (الأوسط) عن أبي هريرة أيضاً بلفظ (وأجد نفسي ربكم من قبل اليمن) وأسانيد هذه الروايات صحيحة كما بسطه الشيخ (محمد بن مسلم الحيدر آبادي) في (القول المستحسن في فخر الحسن) وكذلك نقل (الملا على القاري) في كتاب (الأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة) عن العراقي أنه قال لم أجد له أصلاً واعترضه العلامة (محمد الصباغ) في تعليقاته على كتاب (الأسرار المرفوعة) بأنه موجود في مسند أحمد ونقل سند الحديث من المسند وأحال على (مجمع الزوائد) وهكذا نقل (الشوكاني) في (الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة) عن صاحب المختصر أنه قال لم أجده والمراد بالمختصر (مختصر تخريج إحياء علوم الدين) للعلامة (الفيروز أبادي) الذي اختصر تخريج العراقي للـ (الإحياء) وقد أجاب عن (الشوكاني) واعترضه العلامة (المعلمي) في تعليقاته على (الفوائد المجموعة) بالنقل عن (السيوطي) في (الجامع الكبير) للحديث بتخريجه وذكر من رواه.
والخلاصة: أن الحديث مخرج معروف سنده والراوون له وموجود في (مسند أحمد) و (معجم الطبراني الكبير والأوسط) و (مسند البزار) وأنه في عداد الأحاديث الصحيحة لا في عداد الأحاديث الموضوعة ولعل العراقي لم يقف عليه أول الأمر فصرح في تخريجه للـ (الإحياء) بأنه لم يجد له أصلاً وقلده (الفيروز أبادي) في (المختصر) وقال عن هذا الحديث بأنه لم يجده، فلما اطلع (الملا على القاري) على كلام العراقي الذي صرح فيه