للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: أين تؤدى صلاة الاستسقاء هل تؤدى في المسجد أو في الجبانة؟ فنحن في محلنا حينما نؤديها نصعد إلى جبل خارج المحل ويقوم بعض الناس بذبح بقرة أو نحوها ويتركونها لتأكل منها الطيور، فهل عملهم هذا مشروع أم لا؟

جـ: اعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أدى دعاء الاستسقاء في خطبة الجمعة كما أنه خرج للاستسقاء إلى خارج المدينة داعياً متضرعاً خاشعاً وصلى ركعتين في الجبانة وخطب في أصحابه ثم رجع محولاً رداءه عند رجوعه من صلاة الاستسقاء هو وأصحابه، ولم يرو عنه أنه ذبح بقرة أو جملاً أو غيره ولكن لا مانع لمن خرج للاستسقاء أن يذبح شاة أو بقرة أو جملاً إذا كان قصده الصدقة بلحم المذبوح على المساكين وعلى الطيورلحديث (فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجرٌ) (١) لكن لا يعتقد أن الذبح عند الخروج للاستسقاء واجب أو مسنون أو مندوب.

[وقت صلاة الاستسقاء وقت الخروج لصلاة العيدين]

س: متى وقت الخروج لصلاة الاستسقاء؟

جـ: ذهب بعض العلماء إلى أن وقت الخروج لصلاة الاستسقاء هو وقت الخروج لصلاة العيدين إلا أن أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ذهب إلى أن الخروج لصلاة الاستسقاء هو وقت الزوال. والنبي -صلى الله عليه وسلم- خرج لصلاة الاستسقاء في الصباح حين بدا حاجب الشمس أي بعد شروق الشمس.

[صفة صلاة الاستسقاء]

س: هل يكبر في صلاة الاستسقاء مثل التكبير في صلاة العيدين؟

جـ: ذهب الشافعي إلى أن صلاة الاستسقاء يكبر فيها الإمام كما يكبر في صلاة العيدين واستدل لمذهبه بما روي عن ابن عباس (ثُمّ صَلّى رَكْعَتَيْنِ كمَا يُصَلّي في الْعِيدِ) (٢) أخرجه أبو داود والحاكم والبيهقي والطحاوي، وذهب مالك وبعض العلماء إلى أن صلاة الاستسقاء ركعتان كسائر الصلوات محتجين بأحاديث وردت تفيد أن صلاة الاستسقاء ركعتان عاديتان كصلاة ركعتي الفجر منهاحديث (وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ) (٣)، وسبب الخلاف بين العلماء هو قياس صلاة الاستسقاء على صلاة العيدين، واتفقوا على أن من سنة صلاة الاستسقاء توجه الخطيب نحو القبلة يدعو.


(١) - صحيح البخاري: كتاب المساقاة: باب فضل السقي. حديث رقم (٢٠٩٠) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَال: َ بَيْنَا رَجلٌ يَمْشِي فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطَشُ فَنَزَلَ بِئْرًا فَشَرِبَ مِنْهَا، ثُمَّ خَرَج فَإِذَا هُوَ بِكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنْ الْعَطَشِ، فَقَال: َ لقَدْ بَلَغَ هَذَا مِثْلُ الَّذِي بَلَغَ بِي، فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أَمْسكَهُ بِفِيهِ ثُمَّ رَقِيَ فَسقَى الْكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ لَهُ فَغَفَرَ لَهُ، قَالُوا: يَا رَسولَ اللَّهِ وَإِنَّ لَنَا فِي الْبَهَائِمِ أَجرًا، قَالَ فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجرٌ).
أخرجه مسلم في السلام، وأبو داود في الجهاد، … وأحمد في باقي مسند المكثرين، ومالك في الجامع.
أطراف الحديث: الوضوء، المظالم والغصب، الأدب.
معاني الألفاظ: الثرى: التراب الطيب.
(٢) - سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها. حديث رقم (١١٦٥) بلفظ (عن ابن عباس قال: خَرَج رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- مُتَبَذّلاً مُتَوَاضِعاً مُتَضَرّعاً حتّى أَتَى يُصَلّي، زَادَ عُثْمانُ فَرَقِيَ عَلَى المِنْبَرِ، ثُمّ اتّفَقَا ـ فلَمْ يَخْطُبْ خُطَبَكُم هَذِهِ، وَلَكِنْ لَمْ يَزَلْ في الدّعَاءِ وَالتّضَرّعِ وَالتّكْبِيرِ، ثُمّ صَلّى رَكْعَتَيْنِ كمَا يُصَلّي في الْعِيدِ) صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود بنفس الرقم.
أخرجه الترمذي في الجمعة عن رسول الله، والنسائي في الاستسقاء، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها.
معاني الألفاظ: متبذلاً: التبذل ترك التزين والجمال وحسن المضهر. التضرع: التذلل والمبالغة في الدعاء والسؤال.
(٣) - صحيح البخاري: سبق ذكره في هذا الباب من حديث عبد الله بن زيد رضي الله عنه برقم (١٠١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>