للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أسئلة عن مجموعة أخرى من الأحاديث (٢)]

فضيلة العلامة الوالد (محمد بن إسماعيل العمراني) ــ حياكم الله ــ جاء في بعض الكتب أحاديث نبوية شريفة من مثل الأحاديث الآبية:

(من كنوز البر كتمان الصدقة والمرض والمصيبة). … (داووا مرضاكم بالصدقة). … (حصنوا أموالكم بالزكاة). (صدقة السر تطفئ غضب الرب). (الحمى رائد الموت) (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله). فهل هذه الأحاديث صحيحة؟ أفيدونا عنها وعمن رواها وأخرجها لتعم الفائدة جميع الناس، ولكم الجزيل من المولى -عز وجل-.

الجواب عن السؤال الأول: أن حديث (من كنوز البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة) أخرجه أبو نعيم في (الحلية) عن ابن عمر بسند ضعيف.

والجواب عن السؤال الثاني: وهو أن حديث (داووا مرضاكم بالصدقة) قد أخرجها الطبراني من حديث أبي أمامة، وأخرجه الديلمي عن ابن عمر بزيادة (فإنها تدفع عنكم الأمراض)، وله شواهد كثيرة ولكنها ضعيفة.

والجواب عن السؤال الثالث: وهو عن حديث (صدقة السر تطفئ غضب الرب) أخرجه الطبراني في (الصغير) من حديث عبدالله بن جعفر مرفوعاً، وفي (سنده) (أصرم بن حوشب) وهو ضعيف جداً، وله شواهد كثيرة ولكنها ضعيفة.

والجواب عن السؤال الرابع: وهو (حصنوا أموالكم بالزكاة) أخرجه البيهقي في (الشعب) عن أبي أمامة مرفوعاً (حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة) وفي سنده فضالة بن جبير صاحب مناكير، وهو حديث ضعيف، وله شواهد ضعيفة.

والجواب عن السؤال الخامس: وهو عن حديث (الحمى رائد الموت) أخرجه أبن السني في (الطب) عن أنس مرفوعاً وله شواهد، وقد قال السخاوي في (المقاصد الحسنة) وبالجملة فهو حديث حسن.

والجواب السادس: وهو عن حديث (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) فالحديث صحيح بلفظ (الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِر) (١)، وقد غلط العلماء الصاغاني الذي جعله من الأحاديث الموضوعة في رسالته التي ألفها في (الموضوعات)، وكيف لا يغلطه العلماء وقد أخرجه من هو أعلم منه وأعرف وأقدم ألا وهو الأمام مالك بن أنس في (الموطأ) والإمام مسلم بن الحجاج في (الصحيح) والإمام الترمذي في (سننه) وقال حسن صحيح وهو من مرويات أبي هريرة مرفوعاً.

والجواب عن السؤال السابع: وهو عن حديث (اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله) فقد أخرجه الترمذي والطبراني من حديث أبي أمامة وله شواهد، وكلها ضعيفة، هذا موجز عما قاله العلماء عن هذه الأحاديث الواردة في السؤال، من أراد الإطلاع على ما قيل في هذه الأحاديث فليطلع على كتاب (المقاصد الحسنة في كثير من الأحاديث الدارجة على الألسنة) للحافظ السخاوي أو كتاب (إتقان ما يحسن من الأحاديث الدارجة على الألسن)


(١) - صحيح مسلم: كتاب الزهد والرقاق: حديث رقم (٥٢٥٦) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ)
أخرجه الترمذي في الزهد، وابن ماجه في الزهد، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
لايوجد له مكررات.

<<  <  ج: ص:  >  >>