للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المذهب الهادوي.

[لا اعتماد على رؤية الأرصاد في رؤية هلال شهر رمضان]

س: هل يمكن أن نعتمد على رؤية الأرصاد في رؤية هلال شهر رمضان؟

جـ: لا نعمل بالأرصاد لحديث (صُوموا لِرُؤْيتهِ وأفطِروا لرُؤيته) (١) فالمراد الرؤية بالعين المجردة.

[خروج شهر رمضان]

س: بم ينتهي شهر رمضان؟

جـ: برؤية هلال شهر شوال من شاهدين عدلين أو شاهد عدل أو بإكمال عدة شهر رمضان ثلاثين يوماً لحديث (لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ) (٢) ومعنى (فاقدروا له) في الحديث، أي أكملوا العدة ثلاثين يوما. وفي أيامنا لا بد أن يتأكد القاضي الشرعي من عدالة الشاهد أو الشاهدين لقوله تعالى {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ} (٣) وقوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ} (٤) وعند مالك والهادوية، لا بد من شاهدين وعند الشافعي والشوكاني يكتفى بشاهد واحد.

[يثبت دخول شهر شوال بما يثبت به دخول شهر رمضان]

س: هل يثبت دخول شهر شوال بما يثبت به دخول شهر رمضان الكريم أم أن بينهما فرقا؟

جـ: لا فرق. يثبت خروج رمضان بمثل ما ثبت به دخوله لحديث (لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ).

س: إذا ما علم الناس برؤية هلال شوال إلا نصف النهار، فما العمل؟

جـ: يفطرون حالاً ويصلون صلاة العيد إذا كان الوقت باقياً لحديث (أنَّ رَكْبًا جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْهَدُونَ أَنَّهُمْ رَأَوْا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُفْطِرُوا، وَإِذَا أَصْبَحُوا أَنْ يَغْدُوا إِلَى مُصَلَّاهُمْ) (٥).

[غاية الصوم تدريب النفس على كسر شهواتها]

س: ما هي الغاية من الصيام؟ وما هي ثمرته في هذه الحياة؟

جـ: اعلم أن الصوم عبادة لله تعالى تعبَّد الله بها الإنسان في صور متعددة تناسب زمان الإنسان ومكانه وذلك


(١) - صحيح البخاري: سبق ذكره في هذا الباب من حديث أبي هريرة رضي الله عنه برقم (١٩٠٩).
(٢) - صحيح البخاري: كتاب الصوم: باب قول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا رأيتم الهلال فصوموا). حديث ر قم (١٩٠٦) بلفظ (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رَمَضَانَ فَقَالَ: لَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْا الْهِلَالَ، وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ).
(٣) - الطلاق: آية (٢)
(٤) - المائدة: آية (١٠٦)
(٥) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب إذا لم يخرج الإمام للعيد من يومه يخرج من الغد. حديث رقم (١١٥٧) بلفظ (عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَكْبًا جَاءُوا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَشْهَدُونَ أَنَّهُمْ رَأَوْا الْهِلَالَ بِالْأَمْسِ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُفْطِرُوا، وَإِذَا أَصْبَحُوا أَنْ يَغْدُوا إِلَى مُصَلَّاهُمْ). صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود بنفس الرقم.
أخرجه النسائي في صلاة العيدين، وابن ماجة في الصيام، وأحمد في أول مسند البصريين.
معاني الألفاظ: الغدوة: الخروج من أول النهار.

<<  <  ج: ص:  >  >>