للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}، وعليه فالواجب على كل مسلم تحصين نفسه ومن تحت ولايته وغيرهم من إخوانه إلى أقصى استطاعته من هذه المعاصي، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والله المستعان، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

[كراهة حضور المراقص الليلية]

س: نحن طلاب يمنيون ندرس في إحدى الدول العربية، ونريد فتواكم في الذهاب الى الديسكو الملاهي الليلية حيث أن بعض الطلاب يدَّعون بأن هذا الشيء غير محرم، والبعض يقول: مكروه، فما رأيكم يا فضيلة القاضي؟

جـ: أنا لا أرى للشباب المثقف العربي المسلم المتورع أن يضحي بأوقاته الذهبية في الذهاب الى المراقص الليلية لأنها تميّع الشاب وتضيِّع عمره وغربته في أشياء مخالفة للدين وللعروبة، ومن حام حول الشيء يوشك أن يقع فيه، وإذا لم يكن من المحرمات فهي من الشبهات، والمؤمنون وقافون عند الشبهات لحديث (الْحَلَالُ بَيِّنٌ، وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشَبَّهَاتٌ لَا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ، فَمَنْ اتَّقَى الْمُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ كَرَاعٍ يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَا إِنَّ حِمَى اللَّهِ فِي أَرْضِهِ مَحَارِمُهُ).

[استحباب افتتاح اللقاءات والمهرجانات والمؤتمرات بالقرآن الكريم]

س: ما حكم افتتاح اللقاءات والمهرجانات والمؤتمرات بالقرآن الكريم؟

جـ: لا مانع، بل هو خير من أيِّ كلام أخر يفتتح به.

[تحريم التطبيع مع اليهود]

فتوى علماء اليمن في حكم التطبيع مع اليهود وإعادة توطينهم في اليمن وكان من ضمن الموقعين عليها فضيلة القاضي (محمد بن إسماعيل العمراني)

الحمد لله القائل {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (١). ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمداً عبده ورسوله -صلى الله عليه وسلم- تسليماً كثيراً، أما بعد:

فإن اليهود أمة غضب الله عليهم ولعنهم على لسان أنبيائهم، كما قال سبحانه {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (٢) وقال سبحانه {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ} (٣) وقد وصفهم الله تعالى في كتابه بما لا يخفى على أحد من المسلمين، فهم الذين يطعنون في ذات الرب -سبحانه وتعالى-، كما قال سبحانه {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} (٤) وقال سبحانه في اليهود {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا


(١) - البقرة: (١٢٠)
(٢) - المائدة: (٧٨)
(٣) - المائدة: (٦٠).
(٤) - المائدة: (٦٤)

<<  <  ج: ص:  >  >>