للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها (الترمذي) أنه حديث غريب والتي قال فيه (البخاري) لا اعرفه بالرواية التي صححها (الحاكم) و (الذهبي) وقد ذكره (السخاوي) في المقاصد من حديث أبي هريرة مرفوعاً أنه أخرجه (الترمذي) وقال حسن صحيح وفي لفظ (وآدم منجدل في طينته) كما نقل عن صحيح ابن حبان (الحاكم) بلفظ (إني كنت مكتوبا خاتم النبيين وإنَّ آدم منجدل في طينته)، أما (حديث كنت نبياً وآدم بين الماء والطين) وفي رواية أخرى (وكنت نبياً ولا آدم ولا طين ولا ماء) فلا أصل له عند الحفاظ ولم يقف أحد منهم على أصل له عند الحفاظ ولم يقف أحد منهم على أصله بل حكم عليه بعضهم بالوضع، ولا يعرف عن أحد من الحفاظ أنه وقف له على سند أو ضعفه أو حسنه بل الجميع متفقون على عدم وجود سند له معتبر أو غير معتبر إلا أن بعضهم كان يحكم عليه بأنه (موضوع) وبعضهم يقول لا أصل له وآخرون يقولون لم نقف عليه، كما أن البعض من الحفاظ كان يقر من حكم بوضعه وآخرون يقرون من نفي وجود أصل له، كما أن منهم من كان ينقل عن غيره عدم الوقوف عليه ويقره على ذلك.

والخلاصة: هو أن الحديث مشهور عند بعض الصوفية وعند بعض من ألف في مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أما عند الحفاظ من المحدثين وهم أهل الاختصاص فلا أصل له عندهم أبداً، كما لا يخفى على كل من اطلع على كتب الموضوعات مثل موضوعات (الصاغاني) وتنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة لـ (ابن عراق الكناني) وتذكرة الموضوعات لـ (ابن طاهر) الفتني والأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة (للملا على القاري) والمصنوع في الحديث المرفوع (للقاري) أيضاً واللؤلؤ المرصوع (للقاوقجي) وذيل الموضوعات (للسيوطي) والأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في الأمة (للألباني) وغيرها، وهكذا نص على ذلك الكثير من المؤلفين في الأحاديث المشهورة الدارجة على الألسنة من حفاظ السنة المطهرة على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام وذلك كـ (الزركشي) في كتاب التذكرة في الأحاديث المشتهرة و (السيوطي) في كتاب الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة و (السخاوي) في كتاب المقاصد الحسنة و (الديبع) في كتاب تمييز الطيب من الخبيث و (العجلوني) في كتاب كشف الخفاء و (البيروتي) في كتاب أسنى المطالب وغيرهم هذا، وممن نص على أن هذا الحديث (موضوع) شيخ الإسلام (ابن تيمية) كما أن من العلماء الذين أقروا (السخاوي) على عدم وقوفه على هذا الحديث (المناوي) في كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير وغيره من الحفاظ المتأخرين، هذا والجدير بالذكر أن (السخاوي) في المقاصد الحسنة نقل عن شيخه الحافظ (ابن حجر العسقلاني) رحمه الله أنه حكم على هذا الحديث بأنه ضعيف ولم يذكر المصدر الذي نص الحافظ فيه على ضعف هذا الحديث الذي لم يعثر الحفاظ على أصل له أو على سند أو على راوٍ أو مخرج لأن الحكم على أيِّ حديث بالضعف لا يكون إلا بعد معرفة سنده ومخرجه حيث يقف المحدث على راو ضعيف أو على انقطاع في السند أو على أيِّ موجب للحكم بضعف الحديث وهذا الحديث لم يعرف الحفاظ مخرجه ولا سنده ولا راوية فكيف يتأتى الحكم عليه بـ (الضعف) قبل معرفة السند والمخرج والراوي كما أن (الشوكاني) لم يذكر هذا الحديث في (الفوائد المجموعة) بل ذكر حديث (كنت أول الأنبياء في الخلق وآخرهم في البعث) ونقل عن (ابن تيمية) وعن (الصاغاني) أنه (موضوع) وقد سبق ذكره، وأما حديث (لولاك ما خلقت الأفلاك) فهو من الأحاديث (الموضوعة) كما نص عليه الحفاظ في مؤلفاتهم التي جمعوا فيها الأحاديث الموضوعة كي يحذروا الناس من اعتقاد صحتها أو حسنها أو ضعفها.

س: كيف يعرف الحديث المكذوب الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبأي دليل نتمكن من تكذيب الراوي، أرجو الجواب مفصلاً؟

جـ: قد ألف العلماء عدة مؤلفات في ذكر من رُمى بوضع الحديث ويكفي المطالعة لموجز أسمائهم في مقدمة

<<  <  ج: ص:  >  >>