للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتاب (تنزيه الشريعة المرفوعة) لـ (ابن عراق الكناني) رحمة الله تعالى أو لكتاب قانون الوضاعين لـ (ابن طاهر) الفتني الهندي رحمة الله تعالى وأحسن ما يطالع لمعرفة من هم المحدثون ممن يكذب هو الإطلاع على كتب الموضوعات مثل (كتاب اللئالئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) للسيوطي وهو الكتاب الذي ذكر الأحاديث الموضوعة التي ذكرها (ابن الجوزي) في كتاب الموضوعات وأقر بعضها أي بعض ما ذكره (ابن الجوزي) من الموضوعات ونقد البعض ولكن نقد (السيوطي) لم يوافقه من أتى بعده من العلماء على جميع ما نقده من الأحاديث بل نقدوه أيضاً على نقده لـ (ابن الجوزي) في بعض نقد (السيوطي) على ابن الجوزي رحمهما الله جميعاً كما تراه في كتاب (الفوائد المجموعة) في الأحاديث الموضوعة (للشوكاني) وغيره من مؤلفات المتأخرين الذين عقبوا على (السيوطي) في بعض ما أضافه على (ابن الجوزي) وأحسن منه أي من (كتاب للئآليء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) الذي ألفه (السيوطي) (كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة) لـ (ابن عراق الكناني) رحمه الله تعالى فهو أحسن من غيره ممن سبقه في التأليف في الأحاديث الموضوعة، لأن ابن عراق رحمه الله بوَّب كتابه هذا على الأبواب والفصول فبدأ أولاً: بالأحاديث المتعلقة بأصول الدين ثم ثنى بالأحاديث المتعلقة بالفقه من كتاب الطهارة إلى آخر العبادات ثم إلى آخر المعاملات وجعل لكل باب من هذه الأبواب ثلاثة فصول الفصل الأول لما سرده (ابن الجوزي) في كتابه الموضوعات وأقره (السيوطي) على الحكم عليها بالوضع، الفصل الثاني لما سرده (ابن الجوزي) في كتابه الموضوعات وأقره (السيوطي) على الحكم عليها بالوضع، الفصل الثالث فيما لم يذكره (ابن الجوزي) في كتابه الموضوعات ولا (السيوطي) في اللئالئ المصنوعة.

والخلاصة: أن (ابن الجوزي) في الموضوعات أدخل بعض أحاديث صحيحة أو حسنة أو ضعيفة في جملة الموضوعات، كما أنه يوجد بعض الأحاديث الموضوعة التي قد نص العلماء على وضعها لم يذكرها (ابن الجوزي) ضمن الأحاديث الموضوعة التي جمع فيها الأحاديث الموضوعة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجاء بعده (السيوطي) ونقد البعض منها في (كتاب اللئالئ المصنوعة) وسكت عن البعض ولم يتعرض للأحاديث التي فاتت (ابن الجوزي) رحمه الله، وأخيراً أتى (ابن عراق) بما يشفي ظمأ العاطش الظمئآن وهو أنه أفرد ما نص (ابن الجوزي) على وضعه وأقره (السيوطي) بفصل مستقل، وما نص عليه (ابن الجوزي) واعترضه (السيوطي) بفصل منفصل مستقل، وما فات (ابن الجوزي) من الأحاديث الموضوعة بفصل مستقل، فهذا الكتاب أي كتاب (تنزيه الشريعة) لـ (ابن عراق) أحسن كتاب أخرج للناس في بيان الأحاديث المكذوبة على سيد الأولين والآخرين صلى الله عليه وآله وسلم تسليماً كثيراً، وهكذا ألف جماعة من علماء الحديث في الموضوعات مثل (ابن طاهر الفتني الهندي) في كتابه تذكرة الموضوعات و (الملا علي القاري) في كتابه الأسرار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة المسمى بالموضوعات الكبرى والذي اختصره في كتابه المسمى المصنوع في الحديث الموضوع وهو المسمى بـ (الموضوعات الصغرى) وشيخ الإسلام (الشوكاني) في كتابه الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة وأخيراً الحافظ (محمد بن ناصر الدين الألباني) في كتابه المشهور (الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة) ومن تمكن من مراجعة هذه الكتب جميعها لا بد وأن يعرف أن الكتب التي ألفت في الموضوعات قد استوفت الكثير من الأحاديث المكذوبة وهي في أكثر الأحيان واغلبها تتفق في الحكم على الحديث بـ (الوضع) وفي أقل الأحيان تختلف آراء مؤلفيها في الحكم على الحديث بالوضع.

والخلاصة: أن من يريد أن يعرف الحديث (الموضوع) فعليه أن يطالع الكتب المنحصرة فيما يلي: (اللئآلي المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) للسيوطي (تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة) لابن

<<  <  ج: ص:  >  >>