للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: نحن في منطقتنا عندما نستسقي نقوم بشراء ثور ثم ننطلق به ونحن ندعوا الله ونمر على خمسة أولياء في مناطق متفرقة نتوقف عندهم قليلا ندعو الله ونتوسل بهم، وفي الأخير يذبح الثور ويقسم جزء منه صدقه ويقرأون المولد عند الولي الأخير، فما حكم هذا؟

جـ: هذا غير مشروع وغير جائز والاعتقاد في أصحاب القبور أنهم ينفعون حرام.

[استحسان ندب الناس للصوم قبل الخروج للاستسقاء]

س: هل ورد حديث صحيح يدل على مشروعية الصوم يومين أو ثلاثاً أو أربعاً قبل خروج الناس إلى الاستسقاء أم لم يرد في الشرع، لأننا نرى بعض الناس يحثون على الصوم ويقولون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر بذلك؟

جـ: إن الصوم من أفضل العبادات التي يتقرب العباد بها إلى الله عز وجل وقد وردت عدة أحاديث صحيحة في الترغيب في الصوم قد ذكرها المنذري وغيره من المحدثين ولا مانع لمن أراد أن يصوم يوماً أو يومين أو ثلاثة أيام أو أكثر من ذلك قبل يوم الخروج إلى الجبانة للاستسقاء بل إن ذلك العمل من أفضل الأعمال التي يتقرب بها العباد إلى ربهم، وقد كان بعض العلماء يستحبون أن يصوموا يوماً أو أكثر من يوم قبل خروجهم إلى الجبانة لأداء هذه الصلاة ويدعو الناس لذلك ومنهم (المنذر بن سعيد) العلامة الأندلسي المشهور والذي كان قاضي الجماعة بالأندلس في عصر الخليفة (عبد الرحمن الناصر) الذي تولى الأندلس نصف قرن كامل من (٣٠٠) سنة إلى (٣٥٠) كما كان القاضي (المنذر بن سعيد) أيضاً إماماً وخطيباً فقيل أنه صام وأمر الناس بالصيام، ثم خرج للاستسقاء مستصحباً الممطرة (أي المشمع الذي يقي الإنسان من المطر) فما كاد يفرغ من الدعاء والاستغفار والصلاة بالناس في الجبانة حتى أمطرت السماء مطراً غزيراً لم يتمكنوا من الوصول إلى منازلهم إلا بصعوبة، أما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أمر الناس بأن يصوموا يوما أو يومين أوعدة أيام قبل أن يخرجوا إلى الجبانة أو إلى المصلى لأداء صلاة الاستسقاء والدعاء والاستغفار فلم أقف عليه في كتب السنة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، فمن قال لك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر الناس بذلك الصوم قبل أن يخرجوا لأداء صلاة الاستسقاء فاطلب منه المصدر الذي اطلع عليه ووجد فيه حديثاً مرفوعاً إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أمر بذلك الصوم أو أنه كان يأمر به قبل أن يخرج لأداء هذه الصلاة مع ذكر مؤلف الكتاب واسم الصحابي الذي روى الحديث والحافظ الذي أخرجه في كتابه مع ذكر السند الذي يربط المخرج بالراوي، أما القول بأن النبي كان يأمر بذلك من غير ذكر المصدر أو المخرج أو الراوي فلا ينبغي لأحد أن يتعاطاه ويتقول على النبي -صلى الله عليه وسلم- بما لم يقل، كما لا يجوز لأحد أن يكذب ويقول أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر بكذا أو ينهى عن كذا حتى ينسب الحديث إلى كتاب من كتب السنة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام لحديث (وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ) (١)، ومهما يكن من الأمر فالصوم في هذه المناسبة داخل في عموم الأدلة الصحيحة الدالة على فضل الصوم من حيث هو فمن صام قبل أن يخرج لأداء صلاة الاستسقاء فقد أحسن وله الأجر العظيم، ومن أمر الناس بأن يصوموا لهذه المناسبة فصاموا يوماً أو يومين أو أكثر من ذلك فلهم أيضاً أجر


(١) صحيح البخاري: كتاب العلم: باب إثم من كذب على النبي -صلى الله عليه وسلم-. حديث رقم (١١٠) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: تَسَمَّوْا بِاسْمِي وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِي، وَمَنْ رَآنِي فِي الْمَنَامِ فَقَدْ رَآنِي فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي، وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ)
أخرجه مسلم في المقدمة، الآداب، الرؤيا، والترمذي في الرؤيا عن رسول الله، … وأبو داود في الأدب، وابن ماجة في الأدب، تعبير الرؤيا، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
معاني الألفاظ: يتمثل: يتصور. … يتبوأ: ينزل ويتخذ.

<<  <  ج: ص:  >  >>