قبله بأن ألصقه بالحديث الصحيح المتواتر تواتراً لفظياً وهو حديث (من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) وصرح بصحة هذا الحديث الذي ركبه من الحديث الذي لا أصل له في كتب السنة والحديث الصحيح المتواتر تواتراً لفظياً فقال في رسالته (كشف الريبة عما لا يجوز من الغيبة) أنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (سيكذب عليَّ فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) والواقع هو أن الجملة الأولى وهي قوله (سيكذب علي) لا أصل لها في كتب الحديث ولا يعرفها علماء الحديث ولا وقفوا لها على راوٍ أو مخرج، ولا عثروا عليها لا مرسلة ولا منقطعة فضلاً عن طريق مسنده، أما الجملة الثانية فهي من الأحاديث المتواترة تواتراً لفظياً ومما أجمع العلماء على كونها من الأحاديث الصحيحة المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بطريق التواتر كما في قطف الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة للسيوطي وفي نضم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني وغيرهما من كتب السنة النبوية المطهرة على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.
س: هل حديث سيكذب عليَّ حديث صحيح أم لا؟
جـ: اعلم بأن حديث سيكذب عليَّ قد احتج به بعض علماء أصول الفقه في مؤلفاتهم الأصولية كصاحب مختصر المنتهى وصاحب جمع الجوامع ومن علماء اليمن الطبري في شرحه على الكتاب الذي ألفه (محمد بن يحيى بهران الصعدي) كما احتج به بعض من ألف في الأحاديث الموضوعة كـ (الصاغاني) في مقدمة كتابه الموضوعات و (ابن عراق الكناني) في مقدمة كتابه تنزيه الشريعة، والواقع أن هذا الحديث قد اشتهر ولكن لم يعثر الحفاظ على أصل له فنفى وجوده كثير من المؤلفين في الأحاديث الموضوعة أو في تخريجات بعض كتب الأصول أو في الأحاديث المشتهرة على الألسنة كـ (المحلى) و (الزركشي) و (العجلوني) و (الحوت البيروتي) و (أبي غدة) و (عبدالعزيز الغماري) و (نجم عبدالرحمن خلف) و (عبدالله الغماري) و (عبدالوهاب عبداللطيف) وغيرهم هذا والله الموفق.
[س: أفتونا في صحة الحديث الآتي قال رسول صلى الله عليه وسلم: (صلاة بسواك أفضل من سبعين صلاة بغير سواك)، هل هذا الحديث صحيح أم أنه غير صحيح)؟]
جـ: هذا الحديث قد روي بعدة طرق ضعيفة عن جماعة من الصحابة إلى حد أن ابن الغرس قال الذي فهمته من كلامهم أي علماء الحديث أنه ضعيف أو حسن لغيره، وقد أطال الكلام حوله (السخاوي) في المقاصد الحسنة و (العجلوني) في كشف الخفاء وغيرها، وهومذكور في صحيح الجامع الصغير (للألباني) والدرر المنتثرة (للسيوطي) والأسرار المرفوعة (للملا علي القاري) وغيره.
س: سمعت خطيباً يخطب في موضوع عقوق الوالدين ويذكر قصة (علقمة الذي لم يتمكن من الشهادتين حال استحضاره فأخبر بعض الصحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بذلك الخبر فسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن هل له أم فأخبر بذلك فطلب النبي صلى الله عليه وآله وس لم أمه وسألها عنه فأفادته بأنه كان يصلي ولكنه كان عاصياً لوالدته وأن النبي أمر بجمع الحطب ليحرقه أمام والدته فرحمته والدته ورضيت عنه فتمكن من أداء الشهادتين) فهل هذه القصة صحيحة أم لا؟
جـ: حديث (علقمة) قد ذكره بعض العلماء في مؤلفاتهم مطولاً وسموا هذا الرجل باسم (علقمة) وأسهبوا في وصف القصة كما في كتاب (تنبيه الغافلين) للسمرقندي رحمه الله وقد علق عليه العلامة (عبدالعزيز الوكيل) بقوله أخرجه أحمد والطبراني مختصراً كما أخرجه البيهقي في شعب الإيمان وقال إسناده ليس بالقوي وحكم الحافظ (ابن الجوزي) في كتابه الموضوعات من الأحاديث على هذا الحديث بأنه من الأحاديث (الموضوعة) حيث قال هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفي طريقه (فايد) قال أحمد بن حنبل (فايد)