للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - أن يصلى ركعتين ويسلم ثم يأتي بثالثة. ٢ - أن يصلي ركعتين ويجلس بينهما بدون تسليم ثم يأتي بالثالثة.

٣ - أن يصلي ثلاث ركعات بدون جلوس للتشهد، وكل هذه ا لأوجه صحيحة، ويقول المؤلف بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى أن تؤدى صلاة الوتر كما تؤدى صلاة المغرب، فهل هذا النهي صحيح أم لا؟

جـ: اعلم بأنها قد وردت صلاة الوتر على عدة صفات منها حديث (مَا تَرَى فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى، وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِهِ) (١) وحديث (كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، مِنْهَا الْوِتْرُ، وَرَكْعَتَا الْفَجرِ) (٢) هذه الصفات التي جاءت في السؤال من جملتها وحديث نهي النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن صلاة الوتر ثلاث ركعات وعدم تشبيه الوتر بالمغرب قد جمع العلماء بينه وبين الحديث المجوِّز للوتر ثلاث ركعات بأن قالوا: لا مانع من صلاة الوتر ثلاث ركعات ليس فيها تشهد أوسط لكي لا يشبه الوتر صلاة المغرب فمن صلى الوتر ثلاث ركعات بتشهد أوسط سيكون قد عمل بالحديث الذي نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه عن تشبيه الوتر بالمغرب، ومن صلاها بلاتشهد أوسط فيصح حيث قد ترك التشهد الأوسط فخالف الوتر صلاة المغرب لأن صلاة المغرب لها تشهدان وهو لم يأت إلا بتشهد واحد، والأحوط أن يوتر بركعة بعد ركعتين يسلم من الركعتين أو يوتر بأيِّ صفة من صفات الوتر الواردة في كتب السنة المحمدية المطهرة على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام.

[صحة صلاة الوتر لمن نسي الدعاء فيه]

س: ما حكم من صلى الوتر وترك الدعاء؟

جـ: ترك مسنونا لا واجبا والصلاة صحيحة.

[ضعف حديث (صلاة في مسجدي تعدل عشرة آلاف صلاة وأكثر من ذلك ركعتان يطيلهما العبد في جوف الليل)]

س: وجدنا في كتاب فقه السنة للشيخ سيد سابق في باب قيام الليل حديثاً روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (صلاة في مسجدي تعدل عشرة آلاف صلاة وصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة وصلا بأرض الرباط تعدل بألفي ألف صلاة وأكثر من ذلك كله ركعتان يطيلهما العبد في جوف الليل) رواه ابن حبان، وسكت عنه المنذري في الترغيب والترهيب، فهل هذا حديث صحيح أوغير صحيح؟

جـ: اعلم أن حديث (صلاة في مسجدي تعدل عشره ألف صلاة وصلاة في المسجد الحرام تعدل مائة ألف صلاة وصلاة بأرض الرباط تعدل بألفي ألف صلاة وأكثر من ذلك كله الركعتان يطيلهما العبد في جوف الليل) ليس من الأحاديث الصحيحة ولا حتى الحسنة بل هو من الأحاديث الضعيفة ولم يصححه أحد من الحفاظ المتقدمين ولا


(١) - صحيح البخاري: سبق ذكره في هذا الباب من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما برقم (٩٩٨).
(٢) - صحيح البخاري: كتاب الجمعة: باب كيف كان يصلي النبي -صلى الله عليه وسلم- وكم كان يصلي من اليل. حديث رقم (١١٤٠) بلفظ (عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- يُصَلِّي مِنْ اللَّيْلِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، مِنْهَا الْوِتْرُ، وَرَكْعَتَا الْفَجرِ).
أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها، والترمذي في الصلاة، والنسائي في الأذان، قيام الليل وتطوع النهار، وأبو داود في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في باقي مسند الأنصار، ومالك في النداء للصلاة، والدارمي في الصلاة.
أطراف الحديث: الأذان، الجمعة، الدعوات.

<<  <  ج: ص:  >  >>