للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

داخل البلد.

[جواز الخروج على ولي الأمر الظالم بطريقة سلمية]

س: هل يجوز الخروج على ولي الأمر بطريقة سلميه مثل الانتخابات؟

جـ: لا مانع إذا كان بطريقة سلمية (١).

ضعف حديث (يغفر لشهيد البر الذنوب كلها إلا الدين ولشهيد البحر الذنوب والدين)

س: هل صحيح أن شهيد المعركة في البحر له أجران؟ ويكفر عنه ديونه؟

جـ: نعم، ويقاس على شهيد البحر شهيد الجو لأن القتال من الطائرة كالقتال من السفينة إن صح الحديث وإلا فالظاهر أنه ضعيف وهوبلفظ (وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ بِقَبْضِ الْأَرْوَاحِ إِلَّا شَهِيدَ الْبَحْرِ فَإِنَّهُ يَتَوَلَّى قَبْضَ أَرْوَاحِهِمْ وَيَغْفِرُ لِشَهِيدِ الْبَرِّ الذُّنُوبَ كُلَّهَا إِلَّا الدَّيْنَ وَلِشَهِيدِ الْبَحْرِ الذُّنُوبَ وَالدَّيْنَ) (٢).

[اشتراط رضا الوالدين في الجهاد]

س: هل يشترط في الجهاد رضا الوالدين؟

جـ: نعم، يشترط رضاء الوالدين مطلقاً سواءً كان مع الأب أولاد آخرون أم لا لأن العلة هي رضاء الوالدين وليس هي احتياج الوالد لمنافع الولد لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يستفصل، هل معك إخوة آخرون ليقوموا بمنفعة أبويك، وإنما أطلق ولم يستفصل، والعلماء يقولون: (ترك الاستفصال في قضايا الأحوال مع قيام الاحتمال ينزل منزلة العموم في المقال) وهذه قاعدة فقهية مطردة.

س: هل يدخل الجنة من جاهد مع معارضة والديه لجهاده إذا استشهد في جهاده ذلك؟

جـ: فضل الله واسع والكلام هو أنه يشرع للمجاهد أن يستأذن والديه قبل الذهاب للجهاد في سبيل الله تعالى، لحديث (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ) (٣).


(١) - لأنه من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الواجبين وجوبا قطعيا في قوله تعالى {يَابُنَيَّ أَقِمِ … الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} وقوله تعالى {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} وقوله تعالى {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} وفي حديث (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ. فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ) () وحديث (انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا)
(٢) سنن الترمذي: كتاب الحج عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: باب ما جاء في صيد البحر اللمحرم. حديث رقم (٧٧٨) بلفظ (عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: شَهِيدُ الْبَحْرِ مِثْلُ شَهِيدَيْ الْبَرّ، وَالْمَائِدُ فِي الْبَحْرِ كَالْمُتَشَحِّطِ فِي دَمِهِ فِي الْبَرِّ، وَمَا بَيْنَ الْمَوْجَتَيْنِ كَقَاطِعِ الدُّنْيَا فِي طَاعَةِ اللَّهِ، وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ بِقَبْضِ الْأَرْوَاحِ إِلَّا شَهِيدَ الْبَحْرِ فَإِنَّهُ يَتَوَلَّى قَبْضَ أَرْوَاحِهِمْ وَيَغْفِرُ لِشَهِيدِ الْبَرِّ الذُّنُوبَ كُلَّهَا إِلَّا الدَّيْنَ وَلِشَهِيدِ الْبَحْرِ الذُّنُوبَ وَالدَّيْنَ) ضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي برقم (٨٥٠).
أخرجه ابن ماجة في الجهاد.
(٣) - صحيح البخاري: كتاب الجهاد والسير: باب الجهاد بإذن الأبوين. حديث رقم (٣٠٠٤) بلفظ (سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ، فَقَالَ: أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ).
أخرجه مسلم في الأضاحي، والترمذي في الجهاد، وأبو داود في الجهاد، وابن ماجة في الجهاد، وأحمد في مسند المكثرين.
أطراف الحديث: الأدب.

<<  <  ج: ص:  >  >>