سادساً: ما روى أن أول من حملت عليه هي (رقية بنت النبي) صلى الله عليه وآله وسلم غير صحيح لكون أسماء كانت في الحبشة يوم موت رقية ولكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في بدر لا في المدينة، والله ولي الهداية والتوفيق وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
[س: هل يبشر الميت قبل موته؟ وبماذا يبشر؟ وهل هناك أدله على ذلك؟]
جـ: المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته كما جاء في حديث (عبادة بن الصامت) في صحيحي البخاري ومسلم، كما جاءت أحاديث أخرى (فيما يبشر به المؤمن في قبره وفي ما يبشر به المؤمن عند الوفاة) وهي أحاديث مذكورة في شرح كتاب (تأنيس الغريب وبشرى الكئيب بلقاء الحبيب) للعلامة (محمد بن إسماعيل الأمير) قدس الله روحه ونور ضريحه.
[س: هل يعتبر الموت كفارة للذنوب وما الدليل على ذلك من الكتاب والسنة؟]
جـ: من قال إن الموت كفارة للذنوب استند إلى الحديث الذي رواه أنس مرفوعاً عند البيهقي والقضاعي بلفظ (الموت كفارة لكل مسلم) وهو (صحيح) عند (أبي بكر بن العربي) و (حسن) لغيره (عند العراقي في أماليه) و (موضوع) عند (ابن الجوزي) و (الصاغاني) وعلى فرض أنه صحيح فهو محمول على شخص مخصوص وليس على ظاهره كما نقل (السخاوي) معنى هذا الاحتمال عن شيخه (ابن حجر) رحمه الله تعالى.
[س: حديث (يؤتى يوم القيامة ببعض أصحابي فيدخلون النار فأقول أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ماذا أحدثوا بعدك) هل هو حديث صحيح؟]
جـ: اعلم بأن حديث (يؤتى يوم القيامة ببعض أصحابي فيدخلون النار فأقول أصحابي أصحابي فيقال لي بأنك لا تدري ما أحدثوا بعدك) هو من الأحاديث الصحيحة لكن لا ندري من هم هؤلاء الأصحاب حتى نفسر بهم الحديث، وعلينا أن نقول سمعنا وآمنا.
[س: أفتونا مأجورين عن حديث (يؤجر المرء رغم أنفه) وحديث (حكمي على الواحد حكمي على الجماعة) هل هما حديثان؟ وما درجة كل واحد منهما؟]
جـ: قولهم (يؤجر المرء على رغم أنفه) ليس بحديث كما نص عليه من ألف في الأحاديث الموضوعة من الحفاظ المتأخرين مثل (الملا علي القاري) في الأسرار المرفوعة و (البشير ظافر الأزهري المالكي) في كتاب تحذير المسلمين من الأحاديث الموضوعة على سيد المرسلين، وهكذا نص على كونه ليس بحديث من ألف في الأحاديث المشهورة المتداولة على ألسنة الناس كـ (السخاوي) في المقاصد الحسنة وتلميذه (الديبع) في تمييز الطيب من الخبيث و (الزرقاني) في مختصر المقاصد و (العجلوني) في كشف الخفاء و (الحوت البيروتي) في كتاب أسنى المطالب وغيرهم ولكن يشهد له حديث (يعجب ربنا من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل)، وحديث (حكمي على الواحد حكمي على الجماعة) لا يعرف كما نقله (الفارابي) عن (الزركشي) وقال (العراقي) في تخريج البيضاوي لا أصل له، وأنكر وجوده (الذهبي) وصرح بعدم وجود أصل لهذا الحديث المتأخرون من علماء الحديث الذين ألفوا في الأحاديث الموضوعة من المتأخرين مثل (الملا علي القاري) في كتاب الأسرار المرفوعة وفي اللئالئ المصنوعة و (الشوكاني) في الفوائد المجموعة وفي أدب الطلب و (القاوقجي) في اللؤلؤ المرصوع و (البشير ظافر الأزهري) في تحذير المسلمين من الأحاديث الموضوعة على سيد المرسلين وغيره، كما نص على عدم وجود أصل لهذا الحديث في كتب السنة العلماء الذين ألفوا في الأحاديث المشهورة كـ (السخاوي) في المقاصد وتلميذه (السيوطي) في الدرر المنتثرة وتلميذ (السخاوي)(الديبع) في تمييز الطيب من الخبيث و (الزرقاني) في مختصر المقاصد و (العجلوني) في كتاب كشف الخفاء و (الحوت البيروتي) في أسنى المطالب، ولكن تشهد له الأدلة الدالة على أن الشريعة المحمدية عامة لجميع الناس وأن خطاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم عام للحاضرين والغائبين والله الموفق.