للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للحافظ الغزى وغيرها من الكتب المؤلفة في الأحاديث المشتهرة عند المتأخرين.

[أسئلة عن مجموعة أخرى من الأحاديث (٣)]

السؤال هل حديث:

١ ـ (تجاوز عن ذنب السخي) صحيح أم لا؟ … ٢ ـ وكذا حديث: (اطلبوا الخير عند حسان الوجوه)؟

٣ ـ وحديث: (طعام البخيل داء)؟ … ٤ ـ وحديث: (لا تعلموهن الكتابة (أي النساء)؟

الجواب:

حديث (تجاوزوا عن ذنب السخي فإنه كلما عثر أخذ الله بيده) حديث ضعيف وإن كان ابن الجوزي في (موضوعاته الكبرى)، والصاغاني في (موضوعاته) وأحمد الغماري في على (المغير على موضوعات الجامع الصغير) قد عدُّوه من الموضوعات وليس بموضوع، بل ضعيف لشواهده وذلك لأن السيوطي قد تعقب ابن الجوزي في (اللآلئ المصنوعة) بأن له شواهد تخريجه من الموضوع إلى الضعيف.

كما أن الأستاذ نجم الدين عبد الرحمن خلف في تعليقاته المفيدة على (الموضوعات للصاغاني) قد ذكر له شواهد تدل على ما دل عليه هذا الحديث، وقال: أعتقد أنه ليس من اللائق أن يحكم على هذا الحديث بالوضع بعد سرد هذه الطرائق بل هو بعيد عن ذلك بكثير، و قصارى ما يقال فيه أنه ضعيف، كما تعقبه أيضا الشيخ (عبدالعزيز الغماري) وذلك في كتابة وإنما اقتصر بالحكم بالضعيف فقط، ولم يتجاوز إلى الحكم بالوضع لأن في سنده (بشير بن عبدالله الدارسي) وهو ضعيف، والمعروف عن ابن الجوزي والصاغاني والشيخ (أحمد الغماري) أنهم من المتشددين.

حديث (اطلبوا الخير من حسان الوجوه) قال عنه السيوطي: أنه حسن أو صحيح وبعكس هذا الحكم حكم عليه آخرون من الحفاظ بأنه (موضوع) كابن طاهر المقدسي الفتنى في (تذكرة الموضوعات) وابن الجوزي في (موضوعاته الكبرى)، وتابعهما ابن تيمية وتلميذه ابن القيم حيث قال عنه ابن تيمية: أنه موضوع، وقال ابن القيم: إنه باطل، وعده من الموضوعات من العلماء المتأخرين السندرسي الطرابلسي في (الكشف الإلهي عن شديد الضعف بوضعه) وبين من حكم بصحته حيث حكم على طرقه كلها بأنها ضعيفة فقط.

والخلاصة: هي أن من حكم بوضعه أستند إلى أن في سنده (الحكم بن عبدالله الإيلي) وكان يضع الحديث، كما أن في سنده (محمد بن يوسف الكيعي) وقد تكلم فيه الذهبي في (الميزان) و ابن حجر في كتاب (لسان الميزان)، ومن ضعفه نظر إلى أنه قد ورد من طرق أخرى ضعيفة، فرجح القول بضعف الحديث ضد من قال بوضعه كما لا يخفى على من طالع تعليقات الدكتور (محمد زكار) على (الكشف الإلهي في شديد الضعف) والموضوع والواهي (للسندرسي) رحمه الله.

حديث (طعام البخيل داء وطعام السخي دواء) وأن هذا الحديث أخرجه ابن عدي من حديث مالك في (غرائبه) عن نافع عن ابن عمر، وقال ابن عدي عنه: إنه لا يثبت، وان فيه مجاهيل وضعفاء وأنه باطل، وقال عنه الذهبي في (الميزان) وابن حجر في (اللسان) إنه كذب، ونقل السخاوي في (المقاصد الحسنة) عن شيخه (ابن حجر) أنه قال في هذا الحديث: إنه حديث منكر، وهكذا نقل عن (ابن حجر) القول بأنه منكر (الملا علي القاري) في (الأسرار المرفوعة)، هذا، وقد حكم على هذا الحديث بالوضع جماعة ممن ألفوا في الموضوعات من الحفاظ المتأخرين، وذلك كـ (القاري) في (الأسرار المرفوعة عن الأحاديث الموضوعة) و (القاوقجي) في (اللؤلؤ المرصوع

<<  <  ج: ص:  >  >>