ثالثاً: جاء هذا الكلام مرفوعاً إلى رسول الله في كتاب (تنبيه الغافلين) بسند فيه (أصرم بن حوشب) وأخرجه الدارمي من حديث الحسين.
رابعاً: قد ذكر هذا الحديث (الذهبي) في كتاب (الكبائر) محتجاً به على عظم هذا الذنب.
خامساً: مؤلِّف (تنبيه الغافلين) ليس محدِّثاً وهذا الكتاب فيه الغث والسمين.
سادساً: مؤلف كتاب (الكبائر) حافظ مؤرخ ناقد ولكنه في كتاب (الكبائر) ذكر هذا الحديث الموضوع.
سابعاً: يرد احتجاج (الذهبي) بهذا الحديث المروي بسند فيه (أصرم بن حوشب) كلام الذهبي نفسه في الميزان في ترجمة هذا الراوي.
ثامناً: ممن عد هذا الحديث من الموضوعات (ابن عراق) و (ابن طاهر) و (الشوكاني) وغيرهم.
تاسعاً: في القرآن والسنة الصحيحة في الأمر بطاعة الوالدين وفي تحريم العقوق ما يكفي ويشفي ويغني عن الموضوعات
عاشراً: لا ينبغي لأيِّ مؤلف أو خطيب أن يأتي بحديث (موضوع) ولا سيما وفي الصحيح ما يكفي.
حادي عشر: ما زعمه القاضي (مشحم) من صحة هذا الحديث غير صحيح.
س: هل صحيح أن النبي قال (لولا النساء لعبد الله حقاً) وأنه قال (من لم يكن معه صدقه فليلعن اليهود)؟
جـ: هذان الحديثان ليسا من الأحاديث الصحيحة المرفوعة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما لا يخفى على من له اطلاع على كتب السنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم،
أما حديث (لولا النساء لعبد الله حقاً حقاً) فقد أخرجه ابن عَدي من حديث عمر رضي الله عنه ولكنه عقب ذلك بقوله هذا حديث منكر ولا أعرفه إلا من هذا الوجه، و (عبدالرحمن بن زيد العمي) أحاديثه كلها لا يتابعه الثقات عليها وقد نقل الحافظ (الألباني) في المجلد الأول من الأحاديث الضعيفة الموضوعة عن البخاري أنه قال فيه (تركوه) وعن (ابن حاتم) أنه قال (يترك حديثه، منكر الحديث، كان يفسد أباه يحدث عنه بالطامات، وقال ابن معين كذاب خبيث) والحديث أورده (ابن الجوزي) في الموضوعات من طريق (ابن عدي) ثم قال لا أصل له، (عبدالرحيم وأبوه) متر وكان وقد روى هذا الحديث بلفظ (لولا النساء لدخل الرجال الجنة) أخرجه (أبو نعيم) في أخبار أصبهان و (الثقفي) في الثقفيات عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفي سنده (بشر بن الحسين) وسيأتي الكلام حول جرحه كما روى بلفظ (لولا النساء لعبد الله حق عبادته) أخرجه (الديلمي) في مسند الفردوس عن انس أيضا وفي سنده (بشر بن الحسين) قال (الذهبي) في ترجمته قال (الدارقطني) متروك كما نقل (الذهبي) في ترجمته من الميزان عن أبي حاتم أنه قال عن بشر هذا يكذب على الزبير وهذا الحديث المروي بلفظ (تعبد الله حق عبادته) وبلفظ (لولا النساء دخل الرجل الجنة) هو من روايته عن الزبير بن عدي، وقال (ابن حبان) يروى بشر بن الحسين عن نسخة موضوعة شبيهاً بمائة وخمسين حديثاً، وإنما ذكرت الحديثين الأخيرين وهما (حديث لولا النساء دخل الرجال الجنة) أو (لولا المرأة لدخل الرجل الجنة) وحديث (لولا النساء لعبد الله حق عبادته) لأن (السيوطي) في اللئاليء المصنوعة تعقب (ابن الجوزي) الذي حكم على حديث (لولا النساء لعبد الله حقاً حقا) بأنه (موضوع) بأن له شاهدا وهذا الشاهد هو حديث (لولا النساء دخل الرجال الجنة) في حين أن هذا الحديث لا يصلح أن يكون شاهداً لأنه (موضوع) عند الحفاظ ومنهم (السيوطي) نفسه فقد عده من الموضوعات في مختصره الذي ألفه في الموضوعات كما عده منها (الغماري) في المغير، وهكذا الحديث الثالث الوارد بلفظ (لولا النساء لعبد الله حق عبادته) هو أيضا (موضوع) والحاصل هو أن الحديث المسئول عنه والشاهد الذي ذكره (السيوطي) في اللئاليء والحديث الثالث أيضا الذي من الممكن أن يدعي أحد أنه شاهد كلها لا تصح بل هي