الخشبة مصلوباً ولكن لا يرى الملكين أحداً من بني آدم لأن الملائكة محجوبون عن بني آدم وأن حكم الخشبة التي يصلب عليها الميت بعد موته وحكم الثلاجة التي يوضع فيها الميت واحد أو يقيسوا الثلاجة على الخشبة التي نصب عليها الميت ولكني لا أرى صحة ما يقوله أولئك العلماء عن المصلوب أو عن الغريق الذي يأكله الحوت أو عن الذي أكلته السباع فضلاً عن أني أرى صحة ما عسى أن يقال عمن أدخل الثلاجة عقيب موته لأن جميع ما قيل عن المسائل التي كانت تحدث قديماً ولا زالت إلى الآن وعن مسألة الثلاجة الحادثة في هذا العصر لا مستند له من الكتاب أو من السنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، ومثل هذه المسائل وغيرها من المسائل المتعلقة بحياة البرزخ لا بد فيها من دليل صحيح صريح من القرآن الكريم أو من السنة النبوية لأنه لا دخل للاجتهاد فيها ولا للقياس ولا للعقل أيضاً، والأصوب أن يقال في الجواب عن تلكم الأسئلة التي كان بعض المتقدمين يأتي بها وعن السؤال الأخير الذي أورده السائل في سؤاله (الله أعلم) لأن جميعها مما استأثر الله بعلمه ولا يقدر أيُّ إنسان أن يفتي فيها بفتوى صحيحة، لأن الفتوى الصحيحة في مثل هذه المسائل ونحوها من مسائل عالم البرزخ لا يمكن الاستناد فيها إلى قياس أو اجتهاد كما يمكن للمفتي أن يفتي في مسائل المعاملات الشرعية التي من الممكن الاستناد فيها إلى القياس أو الاجتهاد أو العقل أو المصالح المرسلة لأنها من المسائل المحتاجة إلى الدليل الصحيح من كلام الله أو رسوله ولم أجد في القرآن أو السنة ما يدل على ما قاله البعض من العلماء المتقدمين من أن الميت الذي لم يدفن في القبر أنه يسأل في بطن الحوت أو السباع أو على الخشبة المصلوب عليها، وحيث أنه لم يرد دليل صحيح فلا يسعنا إلا أن نقول (آمنا بالله) وهكذا لو أفتى أحد من علماء هذا العصر بأن سؤال الملكين لمن وضع بعد موته في الثلاجة يكون وهو في الثلاجة وأن عيوننا لا تستطيع النظر إلى الملائكة كما لا تستطيع النظر إلى الملكين عند سؤالهم المصلوب بعد موته كما قال بعض المتقدمين، نقول لمن عسى أن يفتي بهذه الفتوى هذه مسألة من مسائل عالم البرزخ لا مسرح للاجتهادفيها ولا هي من المسائل التي من الممكن الاحتجاج عليها بالقياس أو بالعقل ولا بد لمن يحاول الخوض فيها من مستند صحيح صريح من الكتاب أو من السنة وهيهات أن يجد آية أو حديثاً صحيحاً صريحاً يدل على صحة ما سيقوله جواباً لهذا السؤال وأمثاله من مسائل عالم البرزخ التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ولا طريق لنا إلى معرفة الجواب إلا القرآن أو السنة وحيث لم نجد فليس أمامنا إلا أن نقول (الله أعلم) وحيث أن الله لم يكلفنا بالبحث عن جواب هذا السؤال كما كلفنا عن السؤال في الأمور المتعلقة بأمور الدين والدنيا، فنكتفي بقول (الله أعلم).
[عدم مشروعية قراءة سورة (يس) عند الدفن]
س: نرجو التوضيح في حكم قراءة (سورة يس) عند الدفن وتوزيع مبلغ من المال لتلاوة القرآن، هل هو مشروع أم لا؟
جـ: ليس مشروعاً ولكن من يريد أن يتلو القرآن فليتلوا، وتوزيع المال صدقة على الميت لا مانع منه.
س: يحدث حال دفن الموتى أن يقوم المشيعون بتلاوة القرآن الكريم ويتصدقون على الفقراء والمساكين، فهل هذا مشرع أم لا؟
جـ: اعلم أن الصدقة للفقير من أكبر القرب وفي الحديث أنها تدفع غضب الرب كمافي حديث (إنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ