للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

س: هل يشرع قراءة سورة بعد الفاتحة في الركعتين الأخيرتين بعد التشهد الأوسط؟

جـ: لا يشرع في الركعتين الأخيرتين زيادة على الفاتحة لحديث (صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي) (١).

[جواز ركوع الإمام إذا أخطأ في القراءة]

س: إذا قرأ الإمام في الصلاة الفاتحة وما تيسر من القرآن الكريم ثم أخطأ في تكميل الآية ولم يعرف أحد ممن خلفه أن يرد عليه، فهل يكبر وينهي الركعة أم يقرأ سورة غيرها؟

جـ: اعلم بأنه ينبغي لمن كان قد قرأ الفاتحة والقدر الواجب من القراءة بعدها وأُحصر في القراءة ولم يدر بآخر الآية أو بالآية التي بعدها ولم يفتح عليه أحد من المؤتمين فهو مخير بين أن ينتقل إلى سورة أخرى أو أن يركع، والقدر الواجب بعد الفاتحة هو ثلاث آيات عند بعض العلماء وآية واحدة عند آخرين.

[جواز الفتح على إمام الصلاة إذا غلط في قراءة القرآن الكريم]

س: هل الفتح على إمام الصلاة إذا ارتج أو غلط في الصلاة يبطل الصلاة أم أنه لا يبطلها؟

جـ: عند علماء الهادوية إذا كان الإمام لم يكمل القدر الواجب من القراءة وهي الفاتحة والثلاث الآيات من القرآن فيجوز الفتح عليه، وأما إذا كان قد غلط أو ارتج عليه وقد أدى الواجب وهو الفاتحة وثلاث آيات فإن الفتح على إمام الصلاة عندهم في هذه الحالة غير مشروع بل هو مبطل للصلاة، وأما عند غيرهم من العلماء فالفتح مشروع مطلقاً سواءً كان قد أتى بالقدر الواجب أو لم يكن قد أتى به، والراجح عندي هو القول الثاني لأن الأدلة الدالة على مشروعية فتح المؤتم على إمام الصلاة ومنهاحديث (هَلاّ أذْكَرْتَنِيهَا، ذَكّرْتَنِيهَا) (٢) لم تفرق بين الذي قد أتى بالواجب وبين الذي لم يكن قد أتى بالواجب ومن فرق بين الحالتين فعليه الدليل الصريح الصحيح على هذا التفريق، أو على أن الفتح المشروع لا يكون إلا في حال كون إمام الصلاة لم يأت بالقدر الواجب من القراءة في الصلاة وهو الفاتحة وثلاث آيات.

بطلان صلاة من لم يقرأ بفاتحة الكتاب في الركعة الثالثة والرابعة


(١) - صحيح البخاري: كتاب الصلاة: باب الاذان للمسافرإذا كانواجماعة والإقامة. حديث رقم (٦٣١) بلفظ (عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكٌ: أَتَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا رَفِيقًا، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدْ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا أَوْ قَدْ اشْتَقْنَا، سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا فَأَخْبَرْنَاهُ، قَالَ: ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ، فَأَقِيمُوا فِيهِمْ، وَعَلِّمُوهُمْ، وَمُرُوهُمْ، وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا أَوْ لَا أَحْفَظُهَا، وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فَإِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ).
أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، والترمذي في الصلاة، والنسائي في الأذان، وأبو داود في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد في مسند المكيين، والدارمي في الصلاة.
أطراف الحديث: الأذان.
(٢) - سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب الفتح على الإمام في الصلاة. حديث رقم (٩٠٥) بلفظ (عن المُسوّرِ بنِ يَزِيدَ المَالِكِيّ أنّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- قال يَحْيَى وَرُبّمَا قال: "شَهِدْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الصّلَاةِ فَتَرَكَ شِيْئاً لَمْ يقرأهُ، فقال لَهُ رَجلٌ: يا رسول الله تَرَكْتَ آيَةَ كَذَا وَكَذَا، فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- هَلاّ أذْكَرْتَنِيهَا، ذَكّرْتَنِيهَا) صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (٩٠٧).
أخرجه أحمد في أول مسند المدنيين أجمعين.
أطراف الحديث: الصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>