للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب الرابع: كيفية الصلاة]

[الفصل الأول: واجبات الصلاة]

[تكبيرة الإحرام ركن من أركان الصلاة]

س: تكبيرة الإحرام يقول الشوكاني بأنها واجب وليست بركن، فهل إذا تركها الإنسان صلاته صحيحة؟

جـ: تكبيرة الإحرام ركن من أركان الصلاة لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ) (١) فهي مثل الحج يدخل بالإحرام ولا يخرج منه إلا بالتحليل، فالظاهر أنها ركن من أركان الصلاة وليست بواجب مستقل.

س: ذكر العلامة (محمد صبحي حلاق) أن أركان الصلاة القولية تكبيرة الإحرام والتشهد والتسليم وهذا خلاف ما ذكره الشوكاني والأدلة مشتركة بينهما، فما رأيكم بماذا نعمل؟

جـ: الظاهر أنها كلها واجبات في الصلاة لأن الأوامر تقتضي الوجوب.

[عدم مشروعية التلفظ بالنية في الصلاة]

س: توجد عدة أقوال حول (النية) قول: بأن التلفظ بها سنة، وقول: بأن محلها القلب وأن التلفظ بها بدعة، وقول: أنه لم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- التلفظ بها، ونحن في حيرة من هذه الأقوال، أفتونا؟

جـ: الجواب أنني أذهب إلى ما ذهب إليه ابن القيم قدس الله روحه أنَّ النية في اللغة هي (القصد) ولم يروعن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أمر أيِّ مصلٍ بالتلفظ بها، ولم يرد من فعله ولا من قوله ولا من تقريره ما يدل على أنه لا بد من التلفظ بها، وكذلك لم يؤثر عن الصحابة والتابعين.

وخير الأمور السالفات على الهدى … وشر الأمور المحدثات البدائع

وما قلته في الصلاة أقوله في الصيام وفي سائر العبادات ومن ادعى غير ذلك فعليه بالدليل الصحيح الصريح.

س: هل التلفظ بالنية وقت تكبيرة الإحرام مشروع أم غير مشروع؟

جـ: النية في الصلاة لا تكون سراً ولا تكون جهراً بل يكون محلها القلب و (القصد) كافٍ في نية الصلاة والغسل والوضوء وغيرها من العبادات، ولم يعرف عن السلف الصالح أنهم كانوا يتلفظون بالنية لا في الصلاة ولا في غيرها ولم يرد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يدل على وجوب التلفظ بالنية لا من قوله ولا من فعله ولا من تقريره لا بسند صحيح ولا حسن ولا ضعيف.

[صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم مبينه في الأحاديث الصحيحة]

س: ما هي صفة صلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟


(١) سنن أبي داود: كتاب الصلاة: باب فرض الوضوء. حديث رقم (٥٢٣) بلفظ (عَنْ عَلِيٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ، وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ، وَتَحْلِيلُهَا التَّسْلِيمُ) صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود بنفس الرقم.
أخرجه ابن ماجة في الطهارة وسننها، وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة، والدارمي في الطهارة.
معاني الألفاظ: مفتاح: الدخول فيها وبدء التزام أحكامها.

<<  <  ج: ص:  >  >>