للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْآبَاطِ) (١) وعلى كل شاب أو كهل أو شيخ لم يختن أن يبادر إلى إجراء عملية الاختتان الواجب شرعاً، أما أن الصلاة خلفه باطلة غير صحيحة فلم يرد دليل على البطلان أو على أن الصلاة خلف غيره أفضل كما أن عليه مثل غيره من المكلفين أداء الصلوات الخمس وجوباً قطعياً.

[تحريم الصلاة على سجادة مكتوب عليها آيات من القرآن الكريم]

س: هل تصح الصلاة على سجادة مكتوبة عليها آية الكرسي أو أنها لا تصح؟

جـ: اعلم بأن الصلاة على سجادة فيها آية الكرسي مكتوبة لا يجوز لأنه يجب احترام الآيات القرآنية وعدم الوقوف عليها، أما كون الصلاة صحيحة أو غير صحيحة فالله أعلم.

[استحسان رفع السجادة عقيب الفراغ من الصلاة]

س: ما حكم رفع السجادة بعد كل صلاة عند الانتهاء من الصلاة، هل هو واجب أم مندوب أم مسنون؟

جـ: من المستحسن أن المصلي يرفع سجادته التي صلى فوقها عقب الفراغ من الصلاة لئلا يمشي عليها طفل متنجس ثوبه أو بدنه فتتنجس، أما أنه واجب عليه رفعها أو مندوب أو مسنون فليس بواجب ولا مندوب ولا مسنون، لأن الوجوب والندب والسنية أحكام شرعية تحتاج إلى دليل صريح صحيح، وأين هذا الدليل الصحيح الصريح؟.

س: هل تصح الصلاة على فرش طوله متراً طرفه متنجس؟

جـ: عند الزيدية أن من صلى وحرَّك النجاسة أثناء صلاته فصلاته باطلة، و في المذاهب الأخرى إذا كان ثوب المصلي طاهراً و مكانه طاهراً فصلاته صحيحة سواء حرك نجساً أم لم يحرِّكه لا عبرة بالتحريك.

[جواز رد السلام أثناء تلاوة القرآن الكريم في مسجد]

س: إنني أجلس في المسجد لقراءة القرآن الكريم في أوقات مختلفة وعند قراءتي يدخل بعض المصلين فمنهم من يقول: (السلام عليكم) ومنهم من يقول: (صباح الخير) ومنهم من يقول: (مساء الخير) حسب اختلاف الوقت، فلا أدري هل أقطع تلاوتي وأرد عليهم أم ماذا؟

جـ: اعلم بأنه كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يرد على المسلِّمين عليه وهو في الصلاة بالإشارة كما في حديث (فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَأَشَارَ إِلَيَّ فَلَمَّا فَرَغَ دَعَانِي فَقَالَ: إِنَّكَ سَلَّمْتَ آنِفًا وَأَنَا أُصَلِّي) (٢) وحديث (مَرَرْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


(١) - صحيح البخاري: كتاب اللباس: باب قص الشارب وكان بن عمر يحفي شاربه حتى ينظر إلى بياض الجلد ويأخذ هذين يعني بين الشارب واللحية. حديث رقم (٥٥٥٠) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: الْفِطْرَةُ خَمْسٌ الْخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الْأَظْفَارِ، وَنَتْفُ الْآبَاطِ).
أخرجه مسلم في الطهارة، والترمذي في الأدب عن رسول الله، والنسائي في الطهارة، الزينة، وأبو داود في الترجل، وابن ماجة في الطهارة وسننها، وأحمد في باقي مسند المكثرين، ومالك في الجامع.
أطراف الحديث: اللباس.
(٢) صحيح مسلم: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: باب تحريم الكلام في الصلاة ونسخ ما كان من إباحة. حديث رقم (٥٤٠) بلفظ (عَنْ جَابِرٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَنِي لِحَاجَةٍ ثُمَّ أَدْرَكْتُهُ وَهُوَ يَسِيرُ، قَالَ قُتَيْبَةُ: يُصَلِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَأَشَارَ إِلَيَّ فَلَمَّا فَرَغَ دَعَانِي فَقَالَ: إِنَّكَ سَلَّمْتَ آنِفًا وَأَنَا أُصَلِّي، وَهُوَ مُوَجِّهٌ حِينَئِذٍ قِبَلَ الْمَشْرِقِ).
أخرجه البخاري في الصلاة، والترمذي في الصلاة، والنسائي في السهو، وأبو داود في الصلاة، وابن ماجة في إقامة الصلاة والسنة فيها، وأحمد، والدارمي في الصلاة.
أطراف الحديث: المساجد ومواضع الصلاة.
معاني الألفاظ: آنفاً: قبل قليل. قِبل: جهة وصوب.
وحديث رقم (٥٤٠) بلفظ (عن جابر قال: أرسلني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو منطلق إلى بني المصطلق فأتيته وهو يصلي على بعيره فكلمته، فقال: لي بيده هكذا وأومأ زهير بيده، ثم كلمته فقال لي هكذا فأومأ زهير أيضا بيده نحو الأرض وأنا أسمعه يقرأ يومئ برأسه، فلما فرغ قال: ما فعلت في الذي أرسلتك له؟ فإنه لم يمنعني أن أكلمك إلا أني كنت أصلي).
نفس تخريج الحديث السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>