للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجوز لأن الدم جزء من الآدمي وبيع الآدمي الحر نفسه لا يجوز لحديث (ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ، وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ) (١)، ولا مانع من مكافأة المتبرَع له للمتبرِّع مكارمه بعد أن يتطوع بدمه مكارمةً له، أمَّا البيع والشراء فلا يجوز.

س: هل يؤجر الشخص عند استماعه إلى المذياع وهو يبث تلاوة قرآن أو أحاديث نبوية؟

جـ: من المعروف أن من يستمع إلى القراءان من المذياع إلى الفتوى الشرعية والدينية له أجر عظيم إذا كان مقصوده باستماعه القرآن هو رجاء ما أعده الله من الأجر لمن يستمع إلى تلاوة القرآن الكريم، وكذلك استماعه إلى الأحاديث النبوية أو إلى الفتوى الدينية والشرعية له الأجر مهما كان القصد من الاستماع إلى الأحاديث أو الفتوى هو الاستفادة والمعرفة، فهو كمثل من يطالع في كتب السنة أو الحديث، لحديث (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) (٢) وحديث (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ) (٣).

[استحباب الاجتماع في ليالي رمضان لتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم]

س: ما هي الحكمة في قراءة تخميس القصائد الوترية في شهر رمضان بصوت جماعي ومرتفع في المنازل وغيرها، وهل هذا العمل مشروع أم أنه غير مشروع؟

جـ: الأفضل لمن كانوا سيجتمعون للسمر في ليالي رمضان أو في غيرها هو تلاوة ما تيسر من القرآن كما كان يقرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- أو قراءة كتب الأحاديث الصحيحة المشتملة على الأحكام الشرعية أو على الشمائل المحمدية أو على السيرة النبوية فقراءة هذه الكتب أفضل من القصائد بكثير لحديث (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ) وحديث (مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ).

س: هل يوجد خلاف بين العلماء المعاصرين في حكم التصوير الفوتوغرافي ومن هم القائلون بالجواز والقائلون بعدم الجواز؟


(١) - صحيح البخاري: كتاب البيوع: باب إثم من باع حراً. حديث رقم (٢٢٢٧) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللَّهُ: ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ، وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ).
أخرجه ابن ماجة في الأحكام، وأحمد في باقي مسند المكثرين.
أطراف الحديث: الإجازة.
(٢) - سنن ابن ماجه: كتاب المقدمة: باب فضل العلماء والحث على طلب العلم. حديث رقم (١٨٣) بلفظ (عَنْ كَثِيرِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ أَبِي الدَّرْدَاءِ فِي مَسْجِدِ دِمَشْقَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ أَتَيْتُكَ مِنْ الْمَدِينَةِ مَدِينَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِحَدِيثٍ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَدِّثُ بِهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ فَمَا جَاءَ بِكَ تِجَارَةٌ؟ قَالَ: لَا ? قَالَ: وَلَا جَاءَ بِكَ غَيْرُهُ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضًا لِطَالِبِ الْعِلْمِ، وَإِنَّ طَالِبَ الْعِلْمِ يَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانِ فِي الْمَاءِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ) صححه الألباني في صحيح ابن ماجه بنفس الرقم.
أخرجه الترمذي في العلم.
معاني الألفاظ: الالتماس: القصد والطلب. وافر: تام وكامل.
(٣) - صحيح البخاري: كتاب العلم: باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. حديث رقم (٦٩) بلفظ (عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: قَالَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ خَطِيبًا يَقُولُ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ، وَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ وَاللَّهُ يُعْطِي، وَلَنْ تَزَالَ هَذِهِ الْأُمَّةُ قَائِمَةً عَلَى أَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ)
أخرجه مسلم في الإمارة، وابن ماجه في المقدمة، وأحمد في مسند الشاميين، ومالك في الجامع، والدارمي في المقدمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>