للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سادساً: حديث (نحن معاشر الأنبياء لا نرث ولا نورث) لا أصل له.

سابعاً: حديث (نحن معاشر الأنبياء لا نورث) بهذا اللفظ لم يقف عليه الضمدي في كتب السنة.

ثامناً: قول النبي (لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ) (١)

صحيح متواتر.

تاسعاً: حديث (الموت كفارة لكل مسلم) فيه خلاف وليس على ظاهره.

عاشراً: حديث (إن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته) صحيح أخرجه الشيخان.

حادي عشر: (إنَّ جبريل جاء إلى النبي ومعه ملك الموت) لا أدري كيف صحته.

ثاني عشر: حديث (لقنوا موتاكم لا إله إلا الله) حديث صحيح متواتر، والله أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم وهو ولي الهداية والتوفيق.

س: حديث (لكل نبي خليل وخليلي عثمان بن عفان) هل سيعارض حديث (لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً) وكيف الجمع بين الحديثين؟

جـ: اعلم أن القاعدة عند علماء الأصول وشُرَّاح كتب السنة البنوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام أنه لا يرجح بين الحديثين المتعارضين إن أمكن الجمع بينهما أو يحكم على أحدهما بأنه ناسخ وعلى الآخر بأنه منسوخ إن لم يمكن الجمع بينهما وعرف التاريخ أو يرجح أحدهما على الآخر إن لم يمكن الجمع بينهما ولا عرف المتقدم من المتأخر إلا بعد أن يكون الحديثان المتعارضان من الأحاديث التي يحتج بها العلماء (أي الصالحات للاستدلال بها) بأن يكونا صحيحين أو حسنين أو أحدهما صحيح والآخر حسن، أما إذا كان أحد الحديثين من الأحاديث الصالحات للاستدلال والآخر مما لا يصلح للاحتجاج بأن يكون حديثاً ضعيفاً أو موضوعاً فلا، لأن الحديث الضعيف والموضوع لا يصلحان للاحتجاج بهما في الأحكام الشرعية عند جميع العلماء، وكذلك في الفضائل والمناقب والترغيب والترهيب عند جماعة من العلماء لا يحتج بهما أيضا، وقال جماعة من العلماء: بجواز الاحتجاج بالضعيف في الترغيب والترهيب والفضائل ولا يجوز الاحتجاج به في إثبات أيِّ حكم من الأحكام الشرعية، وأما الحديث الموضوع فلا يحتج به مطلقاً لا في الترغيب والترهيب أو المناقب أو الفصائل ولا في الأحكام الشرعية وإذا كان العلماء قد أجمعوا على أن الحديث الموضوع لا يحتج به مطلقاً لا في الفضائل ولا في المناقب ولا في الترغيب والترهيب ولا في غيرها فبالأولى والأحرى أن يعارضوا به حديثاً صحيحاً صالحاً للاحتجاج، وهذا الحديث الذي جاء في السؤال والذي قيل أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد مدح به عثمان بن عفان فقال (لكل نبي خليل من أمته وإن خليلي عثمان بن عفان) هو من الأحاديث الموضوعة المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لا يحتج بها أبداً لا في الفضائل ولا في الترغيب ولا في الترهيب ولا في أيِّ شيء لأن


(١) - صحيح البخاري: كتاب المغازي: باب حديث بني النضير. حديث رقم (٣٧٣٠) بلفظ (عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلَام وَالْعَبَّاسَ أَتَيَا أَبَا بَكْرٍ يَلْتَمِسَانِ مِيرَاثَهُمَا أَرْضَهُ مِنْ فَدَكٍ وَسَهْمَهُ مِنْ خَيْبَرَ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَا نُورَثُ، مَا تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إِنَّمَا يَأْكُلُ آلُ مُحَمَّدٍ فِي هَذَا الْمَالِ، وَاللَّهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي).
أخرجه مسلم في الجهاد والسير، والنسائي في قسم الفيء، وأبو داود في الخراج والإمارة والفيء، وأحمد في مسند العشرة المبشرين بالجنة، وباقي مسند الأنصار، ومالك في الجامع.
أطراف الحديث: المناقب، المغازي، الفرائض.
معاني الألفاظ: الصدقة: الزكاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>