للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جـ: لا أصل لما جاء في الاستفتاء من الشرع الإسلامي ومن وصف لمريض بأن يأكل ورقة واحدة أو أكثر من أوراق المصحف الكريم لكي يشفيه الله من مرضه فهو غالط مبتدع منحرف مشعوذ ولا ينبغي تصديقه ولا العمل بموجب وصفه هذا بل يجب ردعه وزجره والإنكار عليه والإيضاح للمريض ولجميع من يلزم أن يعرف هذا الكذب بأن أكل القرآن الكريم أو صفحاته على حد كلام السائل هو من الخرافات والأباطيل والترهات، وأن زعم من يزعم بأن ذلك علاج لأيِّ مرض أو لمرض مخصص فهو محض الكذب والافتراء ولا أصل له من الشرع ولا من الدين ولا من الطب القديم ولا من الطب الحديث، وهكذا قول هذا المبتدع بأن المريض إذا لم ينتفع بأكل ورقة أو عدة أوراق من القرآن الكريم أو صفحة أو صفحات منه على حد كلام السائل فيأكل مصحفاً كاملاً ليشفى من مرضه ويبرأ من علته كل ذلك الكلام هراء وباطل وكذب ودجل وشعوذة وشيء ما أنزل الله به من سلطان ولا دليل عليه لا من الكتاب ولا من السنة ولا من الإجماع ولا من القياس ولا من الاستحسان ولا من كلام أحد من الصحابة أو التابعين أو ممن جاء بعدهم من العلماء المجتهدين بل ولا من العقل ولا من الطب ولا من الذوق، فالقرآن أنزل من عند الله هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان لا لتؤكل أوراقه علاجاً لأيِّ مرض من الأمراض النفسية أو الحسية أو لمرض مخصوص كما لا يخفى على كل من له عقل سليم وذوق مستقيم، والقرآن أنزل من عند الله تعالى للعمل بموجب ما فيه من الأحكام الشرعية في العبادات والمعاملات ولينتفع الناس بما فيه من عظات ومواعظ وحكم وعبر وأن يعتقدوا بما جاء من الآيات العظيمة في التوحيد والمعاد وفي محاربة الوثنية والكفر والإلحاد لا ليأكل المريض منه صفحه أو أكثر من صفحات هذا القرآن العظيم ليكون أكله علاجاً لمرضه وشفاء من دائه وإذا لم يشف هذا الأكل فعليه أن يأكل مصحفاً آخر كما أفتاه بهذه الفتوى من وصفه السائل بأحد العلماء وعندي أنه لا يصدق عليه الوصف ولا يستحق عَدّه من العلماء لأن العالم الحقيقي لا يصف علاجاً لمرض حسي أو مرض نفسي بأكل صفحات من القرآن الكريم ولا يتجرأ على مثل هذه الفتوى أو على وصف هذا العلاج إلا جاهل، وبناءً على ذلك فالحق مع السائل الذي حكم بأن هذا العلاج باطل وأن القرآن أنزله الله سبحانه وتعالى للتلاوة وللعمل بما فيه كما أنه أنزل للإعجاز لا ليكون صفحات لآكله علاجاً وأوراقه لمن مضغها دواء هذا والله الموفق.

[تحريم التداوي بشرب بول الإنسان]

س: بعض الناس يشرب بول نفسه بحجة أنه علاج فهل يجوز له شرب البول؟

جـ: لا يجوز شرب البول، ولا ندري من هو هذا الذي ينصحه بشرب بوله هل طبيب مختص أم من كلام العجائز المخرفين، أما حكم صلاته فصلاته صحيحة وهو آثم بشرب البول.

[جواز الإستغسال من العين]

س: ما هو الاستغسال؟ وما حكمه؟

جـ: هو طلب الرجل المصاب بالعين أن يغسل الشخص العاين الذي أصابه بالعين يديه ورجليه ويصب الماء على المصاب بالعين، وحكمه: أنه جائز لدلالة الأحاديث على جوازه منها حديث (الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا) (١).


(١) - صحيح مسلم: كتاب السلام: بابالطب والمرض والرقى. حديث رقم (٤٠٥٨) بلفظ (عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا)
أخرجه الترمذي في الطب، وأحمد في ومن مسند بني هاشم.
لايوجد له مكررات.
معاني الألفاظ: العين: الحسد وهو ماتسببه العين من سوء وأذى بقدرالله.

<<  <  ج: ص:  >  >>