للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الباب الأول: مواقيت الصلاة]

[لا يجوز الأذان قبل التأكد من دخول الوقت]

س: البعض يجتهد ويؤذن للمغرب قبل وقته، فما رأيكم؟

جـ: يجب تحري الوقت ولا يؤذن المؤذن إلا بعد دخول الوقت وفي حالة الالتباس الأولى التأخير لأن تأخير خمس دقائق من الوقت خير من تقديم خمس دقائق على الوقت لأن تحري الوقت واجب.

س: هل تصح صلاة العصر قبل الأذان وقبل دخول الوقت أم لا؟

جـ: إن صلاة العصر قبل الأذان وقبل دخول الوقت صحيحة عند من يقول بجواز الجمع بين الصلاتين وغير صحيحة عند من لا يجوز الجمع بين الصلاتين، وقد اختلفت آراء العلماء في حكم الجمع بين الصلاتين في الحضر هل هو جائز أم ممنوع، وذهب أئمة المذاهب الأربعة إلى عدم جواز الجمع وذهبت الشيعة الجعفرية إلى جوازه سواء كان ذلك لعذر أم لغير عذر وقد وافقهم العلامة الحسن بن أحمد الجلال مؤلف (ضوء النهار) والعلامة أحمد بن الصديق الغماري مؤلف كتاب (إزالة الخطر عن من جمع في الحضر)، وأما مذهب الهادوية فهو أن الجمع بين الصلاتين في الحضر لا يجوز إلا لعذر.

[وجوب إعادة الصلاة على من غلب على ظنه أنه صلى قبل دخول الوقت]

س: إذا قمت إلى الصلاة المكتوبة قبل أن أتأكد من دخول وقتها؟ وبعدما أوشكت أن أكملها سمعت المؤذن ينادي لوقتها، هل يجب إعادة الصلاة؟

جـ: من قام إلى الصلاة يجب أن يتحرى بحيث لا يصلي إلا وقد دخل وقت الصلاة الشرعي وإذا اتفق أن صلى ثم عرض عليه الشك في أن الوقت قد دخل في ذلك الوقت أو لم يدخل في أثناء أداء المصلي تلك الصلاة فلا عبرة بالشك إنما العبرة بغلبة الظن، وهكذا لا عبرة بالوهم ولا عمل عليه عند العلماء، والفرق بين الظن والوهم والشك هو أن الظن تجويز راجح والوهم تجويز مرجوح واستواء التجويزين هو الشك وبناء على ذلك فإن من غلب على ظنه أنه صلى قبل دخول الوقت فعليه الإعادة ومن توهم أو شك فلا إعادة عليه.

[حكم الإبراد في صلاة الظهر]

س: هل يستحب الإبراد في صلاة الظهر؟ وهل ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ وما هي كيفيته؟

جـ: عند المالكية يستحب الإبراد، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال (إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جهَنَّمَ) (١) قال الإمام مالك (إن أفضل الأوقات أولها إلا صلاة الظهر في المناطق الحارة فأفضل الوقت آخره والأفضل التأخير) وعندنا في اليمن مناطق معتدلة لم يشتد الحر فيها لكن في مناطق مثل الحديدة وعدن وحضرموت مناطق حارة فإذا اشتد الحر فليبردوا وهي رخصة أو سنة، وفي مناطق المغرب العربي وكلهم مالكيون


(١) - صحيح البخاري: كتاب مواقيت الصلاة: باب الإبراد بالظهر في شدة الحر. حديث رقم (٥٣٧) بلفظ (عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ قَالَ: إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلَاةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جهَنَّمَ، وَاشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسيْنِ نَفَس فِي الشِّتَاءِ وَنَفَس فِي الصَّيْفِ فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ).
أخرجه مسلم في المساجد ومواضع الصلاة، والترمذي في الصلاة عن رسول الله، صفة جهنم، والنسائي في المواقيت، وأبو داود في الصلاة، وابن ماجة في الصلاة، وأحمد في باقي مسند المكثرين، ومالك في الوقوت، والدارمي في الصلاة، الزهد.
معاني الألفاظ: أبردوا: أخروا الصلاة حتى تخف شدة الحرة. فيح: شدة الحر واللهب. الزمهرير: شدة البرد.

<<  <  ج: ص:  >  >>