صحيح أو حسن أو بكلام العرب الذي ينص عليه علماء اللغة المتخصصون، والأحوط هو أن نطلع على ما قيل ثم نقول: آمنا بالله وصدقنا بما جاء في كتاب الله ونفوض تفسير مالا نعلمه من كلام الله إلى الله تعالى فهو العالم بكل شيء وإليه مرجع كل شيئ.
س: يوجد كتاب يسمى (نفائس العرائس) وغيره من كتب قصص الأنبياء وفيه من الأشياء الغريبة والتي لم تعرف في غيرها ولا يصدقها عقل، فهل هي صحيحة أم لا؟
ثانياً: يوجد شخص يدعي علم النجوم والتنجيم وفي نفس الوقت يؤم الناس في الصلوات الخمس، فهل تصح الصلاة خلفه أم لا؟
جـ: اعلم بأن كتاب (نفائس العرائس) وكتاب (بدائع الزهور) مملوءان بالإسرائيليات التي لا ينبغي للمطلع أن يصدقها أو يكذبها اللهم إلا ما قد كان منها يخل بعصمة الأنبياء فإنما يخل بها فاللازم هو تكذيبها وعدم تصديقها، وأما الثاني فجوابه بأن الصلاة خلق هذا الرجل الذي يتعاطى علم النجوم أو علم الرمل صحيحة شرعاً ولكن الأولى أن يكون إمام الصلاة غيره من العلماء أو الفضلاء.
[عدم صحة القول بأن جابر ابن عبدالله رضي الله عنهما كان له ولدان قتل أحدهما الآخر]
س: ما هي قصة ضيافة الصحابي الجليل (جابر بن عبد الله) لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقتل أحد ولديه الصغيرين الآخر؟
جـ: قصة أولاد (جابر بن عبدالله) في يوم الخندق وأنه لما نزل النبي -صلى الله عليه وسلم- ضيفاً على جابر، اتفق أن ولديه أحدهما قتل الآخر وفر هارباً ومات في التنور، وأن زوجة جابر سترت أمرهما إلى أن تمت عملية الأكل ثم أحضرت الولدين ميتين بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- وأنه دعا لهما فقاما حيين، ذكرها بعض أهل السير كالكلبي ونحوه، ولا أصل لها عند علماء السنة النبوية، بل هي كما قال:(الحافظ البيروتي) مؤلف كتاب (أسنى المطالب) موضوعة، ولا سيما وأن من درس علم التاريخ لا بد وأن يعرف أنها غير صحيحة من ناحية التاريخ لأن يوم الخندق كان ستة أربع أو خمس من الهجرة على الخلاف، وجابر لم يتزوج إلا بعد أن قتل والده في يوم أحد في السنة الثالثة كما جاء في كتب السنة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، فكيف يكون لجابر -رضي الله عنه- ولدان يتمكن أحدهما من قتل الآخر والهرب بعد قتله في تلك المدة القصيرة التي لا تتجاوز عاماً واحداً، والحاصل أن هذه القصة غير صحيحة وذلك من وجهين:
(١) من حيث الرواية: حيث لم يروها علماء الحديث وعلماء السيرة النبوية المحققون، وإنما رواها البكري وغيره من القصصيين الذين لا يحتج بما جاء في كتبهم إذا لم يرد في كتب أهل الحديث وكتب أهل السير المحققين.
(٢) من ناحية التاريخ: الذي استفدناه من الأحاديث والتراجم الدالة على أن جابراً لم يتزوج إلا بعد قتل أبيه عبدالله شهيداً في أحد في السنة الثانية التي كانت قبل غزوة الخندق بعام، والعام الواحد لا يتسع للزواج والحمل والرضاع فقط، فكيف يتسع لما هو أكثر ذلك وهو نشأة الولدين وتقدمهما في السن إلى حد أن أحدهما يتمكن من قتل أخيه على الصفة المذكورة في هذه القصة الموضوعة، وبناءً على ذلك فأنا أنصح الأخ السائل بأن لا يطالع مثل هذه الكتب التي يغلب على أكثر قصصها الوضع أو الضعف الشديد، وعليه أن يطالع كتب السير الصحيحة أو القريبة من الصحة، وكذلك الكتب التي اهتمت بجمع المعجزات أو بجمع الخصائص النبوية ومن أحسن هذه الكتب كتاب (بهجة المحافل) في السير والمعجزات والخصائص، و (الفضائل) للعلامة العامري أحد علماء اليمن في القرن العاشر للهجرة النبوية على صاحبها وعلى آله أفضل الصلاة والسلام، والذي عاش في مدينة حرض التي لا تبعد عن بلاد أفلح اليمن بلاد الأخ السائل إلا قليلاً، فهذا الكتاب من أفضل الكتب لمن أراد