للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عاشراً: كل فريق من فريقي العلماء قد تمسك بحجج قد ذكرت بعضها.

حادي عشر: الراجح عندي هو العمل بمذهب من أوجب ستر جميع الأعضاء لأنه هو الأحوط وفيه سدُّ الذريعة وإغلاق باب الفتنة.

ثاني عشر: وجوب ستر المرأة رأسها وعنقها وساعديها وساقيها وظهرها وبطنها وركبتيها مجمع عليه من العلماء.

ثالث عشر: ستر الوجه والكفين هو موضع الخلاف.

رابع عشر: جميع الأحكام المذكورة سابقاً مثل ألاّ يكون الثياب زينة في نفسه وأن لا يشف ما تحته ولا يكون رقيقاً ولا ضيقاً ولا مطيباً ولا يشبه ثياب الرجال ولا الكافرات وأن يعم البدن كله عند جماعة وما عدا الوجه واليدين عند آخرين هو لجميع النساء لا فرق بين ساكنات المدن وبين ساكنات الريف.

[تحريم اللباس الضيق الذي يصف جسم المرأة]

س: كثر في الآونة الأخيرة ظهور عباءات نسائية ضيقة إلى درجة أنها تصف جسم المرأة، فما حكمها؟ وماهي نصيحتكم لمن يلبسن مثل هذه العباءات؟

جـ: إن صح ما قلتم فهو مما لا ينبغي ولا يجوز وهذه نصيحتي للآباء والأخوة والأولياء والأزواج وكل إنسان مسئول عن بناته وأخواته وزوجته في الدنيا والآخرة، وقد قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (١) وقد جاء في الحديث الصحيح (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) (٢) ولقاء الله قريب.

[وجوب أمر المرأة بالاحتجاب من الرجال الأجانب]

س: يوجد لدينا بعض النساء لا يتحجبن ويمشين كاشفات وسافرات مع المطالبين بذلك فبماذا تنصحون الأزواج والزوجات والآباء والأمهات في هذه القضية؟

جـ: من المعلوم أن الحجاب واجب على كل مسلمة بالغة عاقلة وعلى جميع الآباء أن يأمر كل واحد ابنته بأن تحتجب عن كل رجل ليس زوجاً لها ولا محرماً من محارمها كائناً من كان، وإذا تزوج رجل بامرأة سافرة فيجب على الزوج أن يأمرها بالاحتجاب لأنه أصبح المسئول عنها، وقد قال تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (٣) وقد جاء في الحديث الصحيح (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ


(١) - التحريم: آية (٩)
(٢) - صحيح البخاري: كتاب الأحكام: باب قول الله تعالى (وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول صلى الله عليه وسلم). حديث رقم (٦٦٠٥) بلفظ (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)
أخرجه مسلم في الإمارة، والترمذي في الجهاد، وأبوداود في الإمارة والخراج والفيئ، وأحمد في مسند المكثررين.
(٣) - التحريم: آية (٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>