جـ: علماء المذهب الهادوي يقولون بنجاسته محتجين بحديث ورد في مجموع زيد بن علي وفي الروض النضير، وغيرهم ضعفوا الحديث وقالوا بعدم نجاسة القيء.
س: هل القيء نجس أم طاهر؟
جـ: قد قال بعض العلماء بأن القيء الذي يطلع من المعدة دفعة واحدة نجس، ومنهم علماء المذهب الهادوي الزيدي، واستدلوا على النجاسة بأدلة ليست صحيحة مرفوعة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحيث أنَّها لم تصح عند حفاظ الحديث وهم أهل الاختصاص فالأصل هو طهارة كل شيء، وقد قال الحافظ الشوكاني في السيل الجرار تعليقاً على كلام الأزهار الذي جعل من جملة النجاسات (القيء) إذا كان من المعدة دفعة واحدة، بأن الأصل في جميع الأشياء هو الطهارة، ولا ينقل عن ذلك الأصل إلا ناقل صحيح صالح للاحتجاج به غير معارض بما يرجح عليه أو يساويه، فإن وجدنا ذلك فبها ونعمت، وإن لم نجد ذلك كذلك وجب علينا الوقوف في موقف المنع، ونقول لمدعي النجاسة هذه الدعوة تتضمن أن الله سبحانه وتعالى أوجب على عباده واجباً هو غسل هذه العين التي تزعم أنَّها نجسة، وأنه يمنع وجودها صحة الصلاة، فهات الدليل على ذلك فإن قال حديث عمار (إنما تغسل ثوبك من البول والغائط والقيء والدم والمني)، قلنا هذا لم يثبت من وجه صحيح ولا حسن، ولا بلغ إلى درجة من الدرجات الموجبة للإحتجاج به والعمل عليه، فكيف يثبت به هذا الحكم الذي تعم به البلوى، وهو لا يصلح لإثبات أخف حكم على فرد من أفراد العباد، فإن قال قد ورد أنه ينقض الوضوء كما سيأتي قلنا فهل ورد أنه لا ينقض الوضوء إلا ما هو نجس؟ فإن قلت نعم، فأنت لا تجد إليه سبيلاً، وإن قلت قد قال بعض أهل الفروع أن النقض فرع التنجيس، قلنا فهل هذا القول من هذا البعض حجة على أحد من عباد الله؟ فإن قلت نعم، فقد جئت بما لم يقل به أحد من أهل الإسلام، فإن قلت لا، قلنا فما لك والإحتجاج بما لم يحتج به أحد على أحد.
س: ما حكم دم الأضحية هل هو طاهر أم نجس؟
جـ: طاهر.
[طهارة المني]
س: ما هو القول الراجح في نجاسة أو طهارة المني؟
جـ: الصحيح أن المني طاهر لأن العلماء قالوا الأصل الطهارة.
س: قلتم أن كل ما خرج من فرج الآدمي نجس، والشافعية يقولون بأن المني طاهر؟
جـ: الهادوية قالوا بنجاسة المني والشافعية قالوا بطهارته لأنه أصل الإنسان وقالوا إنَّ الإنسان لا يكون مخلوقاً من شيء نجس، أمَّا المذي فهو عندهم جميعاً نجس.
س: إذا احتلم الإنسان واغتسل ونسي أثر المني في ثوبه هل صلاته صحيحة؟