س: هل حديث (صوموا تصحوا) صحيح أم حسن أم ضعيف أم موضوع؟
جـ: حديث (صوموا تصحوا) حكم الصاغاني بوضعه ولم يذكره ابن الجوزي في موضوعاته ولا السيوطي في (اللئآلئ المصنوعة) ولا ابن عراق الكناني في (تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأحاديث الشنيعة الموضوعة) ولا الملا علي القاري في كتابه (المصنوع في معرفة الحديث الموضوع) ولا في (الآثار المرفوعة في الأحاديث الموضوعة) وإنما ذكره من الحفاظ الذين ألفوا في الموضوعات ابن طاهر الفتني في (تذكرة الموضوعات) والشوكاني في (الفوائد المجموعة) ولم يجزم كل واحد من الحافظين بوضعه كما جزم الصاغاني بوضعه في كتابه الذي ألفه في الموضوعات بل نقل كل واحد منهما عن الصاغاني الحكم عليه بالوضع، كما نقل أيضاً عن صاحب المختصر أنه حكم عليه بالضعف ولم يرجح ابن طاهر ولا الشوكاني أحد القولين على الآخر، وإن كان الظاهر من كلامهما أنهما يرجحان كلام صاحب المختصر على كلام الصاغاني لكونهما كانا يجعلان كلام صاحب المختصر هو الأخير من القولين المذكورين، وقد ذكر هذا الحديث السيوطي في (الجامع الصغير) وعزاه إلى ابن السني وإلى ابن القيم في الطب من حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ (صوموا تصحوا) ورمز له بـ (الحاء) الدالة على أن الحديث لديه حسن ونقده من جاء بعده ممن ألف تأليفاً حول (الجامع الصغير) كالمناوي الذي نقل عن العراقي أن كلا السندين (أي سند ابن السني وسند آبي نعيم) ضعيف واقرَّه على هذا التضعيف، كما ضعفه الألباني في (ضعيف الجامع الصغير) كما ضعفه أيضاً في (الأحاديث الضعيفة والموضوعة) حيث صرح بأنه ضعيف ناقلاً عن العراقي في تخريج الإحياء انه قال رواه الطبراني والأوسط وأبو نعيم في الطب النبوي من حديث أبي هريرة بسند ضعيف، وقد نقل الألباني أيضاً عن المنذري في الترغيب والترهيب وعن الهيثمي في المجمع (أي مجمع الزوائد) أنهما قالا بعد أن نسبا هذا الحديث للطبراني ورجاله ثقات وقال: إن قولهما هذا لا ينفي أن يكون في السند مع ثقة رجاله عله تقتضي ضعفه، كما لا يخفى على العارف لقواعد هذا الفن، وقد ذكر هذا الحديث السيوطي في (الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة) وغيره ممن ألف في الأحاديث المشهورة على السنة الناس وذلك كالسخاوي في (المقاصد الحسنه) الذي ذكره بلفظ (سافروا تزكوا وصوموا تصحوا واغزوا تغنموا) ونسبه إلى آخر عن أبي هريرة مرفوعاً وبلفظ (اغزوا تغنموا وصوموا تصحوا وسافروا … إلى آخر كلامه) الذي ساق فيه عدة روايات لهذا الحديث وقد اختصر كلام من جاء بعده من الحفاظ الذين ألفوا في الأحاديث المشهورة كالديبع في (تمييز الطيب من الخبيث) والعجلوني في (كشف الخفاء) والبيروني في (أسنى المطالب) ولم يذكر الثلاثة الأول وهم السخاوي والعجلوني والديبع درجة هذا الحديث ولا تكلموا عمن في سند هذا الحديث كما تكلم البيروتي أن في سنده (محمد بن داود) الذي نقل عن الميزان للذهبي أن الأزدي قال فيه لا يكتب حديثه، كما صرح أيضاً بأنَّه له طرق مرسلة، والحاصل: أن من ذكر هذا الحديث على أقسام فمنهم من حكم بأنه (موضوع) كما صرح بذلك الصاغاني في موضوعاته ونقده من علماء العصر الحديث الحافظ الألباني في (الأحاديث الضعيفة والموضوعة) وفي (ضعيف الجامع الصغير) كما نقده أيضاً الشيخ نجم عبد الرحمن خلف أحد الحفاظ المعاصرين وذلك في تعليقاته المطولة الجيدة على رسالة الصاغاني التي ألفها في الموضوعات وحقَّقها الشيخ نجم عبد الرحمن ونقد بعض ما جاء فيها من الأحاديث التي لم يوافق الحفاظ الصاغاني على حكمه عليها بالوضع، ومنهم من حكم على هذا الحديث بأنه (ضعيف) فقط كالعراقي في تخريجه لأحاديث (الإحياء) والفيروز أبادي في مختصر هذا التخريج وهو ظاهر كلام المناوي في فيض القدير شرح (الجامع الصغير) حيث نقل تضعيفه عن العراقي واقره على ذلك وهو بذلك النقل والتقرير يريد الرد على السيوطي صاحب